الرئيسيةرأي وتحليلسناك كورونا

كيف أحيَت كورونا مثلاً ميتاً في سوريا

على أمل أن يذهب النهر بالكورونا…  الجنوبيون يحييون مَثَلًهم القديم “مايأتي به النهر سيأخذه النهر”

سناك سوري – شاهر جوهر

الزمان : أربعينيات القرن الماضي
المكان : على أطراف بلدة صغيرة تُدعى “تسيل” في ريف درعا الغربي
أما القصة فهي كالتالي :

يروى أن فلّاحاً رأى غريباً من بعيد يتخبّط في مياه النهر الهادرة، يرفعه موج ويغرقه آخر، أسرع إليه الفلاح يفكر بمساعدته، مدّ رفشه ليمسك بهذا الغريب، فسحبه إليه بقدرة قادر، أشعل له النار وأطعمه الطعام، وحين انتهى الغريق حمد الله وشكر ثم اتجه لطرف النهر ليغسل يداه دون أن يتفوه بحرف آخر، فجأة زلّت قدمه فسقط من جديد يصارع قدره والأمواج ليجد نفسه في غضون دقائق في قلب الوادي تتلقفه الصخور الملساء وتلعنه أعواد القصب.

وبينما المزارع يراقب بدهشة هول ما حدث أمامه، داس مزرعته أربعة شبان يحملون هراواتهم، فسأله أحدهم:
– هل رأيت شاباً بهذا الطول، بعينان جاحظتان و مُبتَلْ؟
– نعم
– أين هو، إنه رجل خطير ؟
أشار بأصبعه للنهر :
– جاء به النهر وأخذه النهر

ومن ذاك الحين والجنوبيين يقولون عن كل جائحة تأتي فجأة ويشعروا باليأس حيالها قولهم الذي صار مثلاً: (ما يأتي به النهر سيأخذه النهر)، في حين يحبذ آخرون القول عن قصة ذاك الغريق القول الشائع (خذ يا وادي ما جئت به).

واليوم ومع الجائحة التي تعصف بالعالم، أحيا انتشار “كورونا” في أذهان الجنوبيون ذاك المَثَلْ، فباتوا يكرروا لأحفادهم بأمل : (ما يأتي به النهر سيأخذه النهر).

اقرأ أيضاً:الصحة العالمية تدعو للتباعد الاجتماعي والانتقال للهجوم لمواجهة كورونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى