إقرأ أيضاالرئيسيةسناك ساخرقد يهمكيوميات مواطن

في حلب: عن يمينك حي 5 نجوم وعن يسارك حي ناقص ألف نجمة

الحي الغارق في التلوث والعتمة، يبعد عن حي كامل الخدمات خمسين متراً

سناك سوري – متابعات

لم يجد حي “منيان” الملاصق لحي “تجميل حلب الجديدة” منذ تأسيسه موطئ قدم لمسؤول، ولا ينعم بعطف حتى أمين فرقته الحزبية، ولا بزيارة أولائك القادمين من العاصمة لإعادة البهاء إلى عاصمة الشمال، وكان على مر الزمان ساحة للإهمال بكل مفردات البنية التحتية، وكأنه خارج للتو من مفرزات القرن السابع عشر.

تقول صحيفة محلية: «إن 50 % من الحي مخدم بالصرف الصحي فقط؟. ويلجأ الأهالي إلى حفر جور فنية قسم منها مكشوف، فتنتشر المياه الآسنة والروائح الكريهة والحشرات وإصابات اللاشمانيا، حيث أن “منيان” مسجلة لدى مديرية الصحة أنها من المناطق الموبوءة بهذه الإصابة، وبعض الأشخاص لديهم عدة إصابات، بها وليس إصابة واحدة فقط ؟.‏‏‏‏ وما يزيد الطين بلة بدء انتشار المسالخ المخالفة، وما ينتج عنها من قاذورات ومخلفات الذبح والروائح وإسالة المياه، ما يجعل المنطقة عرضة لانتشار الأمراض». الصورة القاتمة هذه لا يمكن تخيلها في مدينة “حلب” التي تعرف بالنشاط والحيوية، وهي دليل على الإهمال المتعمد، وكأن القاطنين بالحي من الخارجين عن القانون ويتلقون عقاباً من جلاد السجن. موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً أهالي حلب ممنوعون من دخول قلعتهم

والصورة الأكثر قتامة في قصة “منيان” هي حالة انعدام رش المبيدات الحشرية، وانتشار حظائر للحيوانات، وتجميع مخلفاتها داخل الحي قبل أن يتم ترحيلها، علماً أن بعض تلك الحظائر أخذت مكاناً لها ليس داخل المنازل فحسب، بل في الشوارع الترابية المصنوعة خصيصاً لأبناء الحي، مما يجعلها مليئة بالأوحال والأطيان في الشتاء، وبالغبار صيفاً. واكتملت الصورة الحضارية عند مدخل الحي الذي تحول إلى مكب للقمامة، تتجمع فيه مخلفات الورش الصناعية عدة أشهر قبل أن يقوم الأهالي بترحيلها بجهودهم الشخصية وعلى نفقتهم أيضاً. كل ذلك بحسب الصحيفة المحلية.‏‏‏‏ (وعلى هذا المنوال يجب على أبناء الحي البالغ عددهم ألفي نسمة أن يؤلفوا حكومة ويؤسسوا لبلدية خاصة بهم لتقدم خدماتها لهم) موقع سناك سوري.

وعلى مسافة قليلة، لا تتعدى الخمسين متراً، ينعم حي “تجميل حلب الجديدة” بكل ما يفتقده “منيان”، وكل الخدمات والبنية التحتية على أكمل وجه، والنظافة على أصولها، والكهرباء متوفرة بكل أنوارها الساحرة في المنازل والشوارع. وعلى ما يبدو أن يد “الإرهاب” الملعونة لم تمتد إلا لأعمدة وأشرطة نحاس “منيان”، لدرجة أن مولدات الأمبيرات الشهيرة لم تجد موطئ قدم هناك.

في شهر رمضان يقف أطفال منيان الكثر وسط شوارعهم الترابية التي لم تعرف الزفت يوماً، للدعاء إلى “حكومة خميس” حتى ينعم الله عليها بالبركة والسمو، لعلها في زيارة “حلب” القادمة تجلب معها ما يسر الفقراء والكادحين، وتمنع عنهم أمراض القوارض؟.

اقرأ أيضاً وفد وزاري في حلب والرقة .. من دون زغاريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى