الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

في القرن الحادي والعشرين: مدينة سورية بلا ماء

أكثر من 100 ألف نسمة مقطوعون من المياه منذ نصف شهر

سناك سوري – حماة

على ما يبدو أن الحكومة السورية ظنت لوهلة أن أهالي مدينة “السلمية” الغارقين في الشعر، يمكنهم أن يكتفوا بذلك ولا يشعرون بعدم وجود الماء، وبإمكانهم استغلال مواهبهم الأدبية بفتح محلات تجارية تبيع منتجاتهم الإبداعية لغسل الروح بدل الحاجات التافهة التي يطالبون فيها بتأمين مياه الشرب.

ويطالب الطفل اليتيم “حازم” من والدته التي تصارع على جميع الجبهات لتأمين الحد الأدنى من مقومات الصمود (ليس ضد الإمبريالية العالمية، والعدوان الغاشم كما يظن البعض) أن يأخذ حماماً صغيراً بعد أن سقط في بقعة مليئة بالمياه الآسنة أثناء لعبه في الشارع، فتضطر القاصة والشاعرة الشفافة لكي تتوسل لبائع المياه تزويدها ببرميل مياه مهما كان نوعه ورائحته وطعمه من أجل أن تشعر ابنها بطفولته، فتقع فريسة الطمع وقلة الضمير. موقع سناك سوري.

فالمدينة التي جفت حلوق أهلها الذين يفوق عددهم 100 ألف نسمة بحسب آخر إحصائية قبل الأزمة السورية، تعاني منذ أسبوعين أزمة خانقة في مياه الشرب التي تصل فقط إلى 20 % من البيوت “بالقطارة”، ما استدعى لجوء الأهالي إلى الصهاريج التي يتحكم أصحابها بالسعر ونوعية المياه التي تصل في غالبية الأحيان غير صالحة للاستهلاك البشري.

يقول “ثائر زيدان” رئيس وحدة المياه في المدينة لصحيفة “الفداء” المحلية: «يتم حالياً الاعتماد على عدد من الآبار المستثمرة ومحطات التحلية، ومياه “الشومرية”، بتأمين مياه الشرب، وهي كميات غير كافية، ولا تغطي إلاَّ 20% من حاجة المدينة، ويتم توزيعها حسب الإمكانات المتاحة لشبكة مياه المدينة، ولاتصل لكل المواطنين، لأنه لايوجد ضاغط مائي، وكمية مياه غير كافية.
فالواقع الحالي للمياه الواردة عبر المصادر التي تغذي المدينة، غير كافٍ لحل الأزمة، ولا يغطي الحاجة الفعلية، التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ويتم التواصل بشكل يومي للوصول لحل، لإصلاح محطة “القنطرة”، إنما تعنت العصابات المسلحة الإرهابية، يعوق عمليات الإصلاح التي نقوم بها والمحفوفة بالمخاطر الكثيرة، حيث مازالت المحطة خارج السيطرة، ونأمل أن يكون هناك حلول جذرية لذلك».

ويستند “زيدان” أيضاً في الحلول المقترحة على تأكيد “وزير الموارد المائية” الذي تشرّف وزار المدينة المهملة بالخدمات، على متابعة جميع مصادر المياه المتاحة، وتوزيعها قدر الإمكان لأكبر شريحة من المواطنين، ريثما يتم تحرير موقع محطة ضخ “القنطرة” وخط الجر. (فالحق دائماً على “الإرهاب” ولا يوجد تقصير أبداً بدليل أن الوزير بنفسه قد جاء إلى المدينة .. شعب نقاق وما بيقدر النعمة) موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً المواطن يدفع ثمن الفساد مرتين مرة من الفاسد وأخرى من الحكومة!

يقول الشاعر السلموني “حالم بالماء البارد” لـ سناك سوري: «إن العديد من المواطنين يسهرون حتى ساعات الصباح للحصول على قليل من الماء حتى يوفروا القليل من الأموال التي بالأساس غير متوفرة، وعند الصباح نعاني الأمرين للحصول على صهريج لتعبئة المياه. ونصطدم بجشع أصحاب الصهاريج الذين وجدوا في أزمتنا متنفساً لجيوبهم التي امتلأت بعد فراغ، في ظل غياب تام للجهات الرقابية، حيث وصل سعر خزان  5 براميل لألف وخمسمائة ليرة. كل ذلك يمكن بلعه والتغاضي عنه، غير أن بعض الصهاريج تبيع مياهاً غير صالحة وملوثة».

“حازم” الذي وجد اليوم قليلاً من المياه للاستحمام، تبحث والدته الغارقة في الفقر، عن مشتري لمكتبتها الكبيرة، وإلا ستضطر لفرد محتوياتها على أحد الأرصفة.

اقرأ أيضاً الشتاء وصل باكراً إلى السلمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى