الرئيسيةيوميات مواطن

فيديو.. بماذا ردّ رئيس الحكومة على شاب قال له: “نحن مايتين من الجوع”؟!

بعد أن أكل سلطة “سيزر” الروسية.. كيف سيهضم المواطن السوري قانون “سيزر” للعقوبات الأميركية؟

سناك سوري-رحاب تامر

يبدو كل شيء رتيباً بطريقة مملة، تزور سوق الخضراوات لترى السعر موحداً لكل الكيلوغرام الواحدة، 500 بطاطا، 500 بندورة، 500 فول، تكسر “الفاصولياء” الرتابة بسعر 700 ليرة للكيلو الواحد، ومثلها الكوسا.

تغادر السوق خالي الوفاض، كأي سوري آخر، حاملاً الكثير من الملل، لم تفلح محاولات الكوسا والفاصولياء كسر الرتابة القاتلة التي نعانيها، تمضي باتجاه محل اللحمة لا تقترب منه تلقي نظرة عابرة مع رمي سلام حارق، تقودك قدماك نحو محل الدجاج، تفلح هذه المرة فأنت تستطيع شراء دجاجة كاملة بمبلغ 1500 ليرة، وهي ربما تكون كافية مع بعض البطاطا لتكون وجبة غداء لأسرة مؤلفة من 4 أشخاص، تشتريها وتحتفل بنصرك، ها…لقد نجحت بتأمين الغداء اليوم.

تمسك دجاجتك تلك وتمضي بها إلى المنزل سعيداً نوعاً ما بينما تضرب أخماساً بأسداس الراتب لن ينزل قبل عدة أيام أخرى وماسبقه لم يحتفل به جيبك لأكثر من ساعات معدودة، وأما باقي أيام الشهر فقد أمضيتها إما استدانة أو إعانات، أو ربما تمارس عملاً آخر بعد الظهر مثلاً، تصل المنزل وتناول الدجاجة لزوجتك تطبخها وأنت تذهب لتصفح بعض الأخبار.

ها إنه قانون “سيزر” ذلك الجديد الذي سينغص عليك فرح الاحتفال ببهجة النصر الذي تتحدث عنه الحكومة، تقولها بصوت مرتفع، قبل أن تقاطعك ابنتك، كلا يا أبي “سيزر” هو نوع من السلطات الروسية الشهية تقدمها مطاعم الوجبات السريعة التي لا تأخذنا إليها، تقولها لك بامتعاض واضح، لكنك لا تبالي فالرتابة ماتزال قاتلة، تضيف في سرك، أجل إنها نوع من الأنواع الغربية التي سنأكلها على مضض مكرهين، أساساً نحن نأكلها منذ أكثر من 8 سنوات فماذا سيضيف “سيزر” هذا لكمية ما تناولناه خلال سنين الحرب المستمرة؟.

اقرأ أيضاً: لمواجهة العقوبات.. الحكومة تستنفر والمواطن ينتظر النتيجة!

لا تجد إجابة على هذا السؤال، لكنك تسمع عن استنفار حكومي غير مسبوق لمواجهة “سيزر” هذا، تفتح المزيد من الأخبار لتتعرف على تفاصيل المواجهة الحكومية لهذا النوع الجديد من العقوبات الأميركية المفروضة عليك كمواطن سوري، لا تجد ما تفهمه سوى أن كل طرف يقدم لك العقوبات من وجهة نظره.

المعارضة التي تعيش في الخارج تقدمه على أنه سيردع “الحكومة” لكن عن ماذا سيردعها!!!، أما الحكومة فتقدمه على أنه ضريبة “النصر”، هنا تثق تماماً أنك وحدك من ستدفع ثمنه كمواطن سوري، فهو لن يجوِّع مسؤولاً حكومياً، ولن يتسبب ببرودة أطفالهم، ولا بموتهم جراء المدافئ المهترئة والتقنين العشوائي، والمعارضة جماعة الفنادق المخمسة النجوم لن يتأثروا ولا يهمهم.

تتابع بحثك عبر الفيسبوك لربما تجد شيئاً عن “سيزر” هذا، غريمك القادم الذي سيلوِّن سواد أيامك بمزيد من التفحم كما يقولون وكما يبدو، لا تجد شيئاً جديداً، لكن عنواناً لافتاً لفيديو عن رئيس الحكومة يشدك، تفتح الرابط غير آبه بهاكر قد يخترق صفحتك الفيسبوكية فماذا قد تخسر أمام كل ما تخسره يومياً، لا يفاجئك الموجود في الرابط، إنه أحد أهالي “طرطوس” يصيح برئيس الحكومة بكل جرأة خلال زيارته المدينة شهر تشرين الأول الفائت: “سيادة الوزير.. دولة الرئيس شعب طرطوس مايت من الجوع يعني”، لكن رئيس الحكومة وبكل “حنكة” يدير ظهره ويمضي، هو لا يحب أن يسمع بعض الأشياء، أحب فقط أن يستمع للتصفيق الحار ما قبل اقتحام الشاب الطرطوسي “خلوة المسؤولين” خلال حدث ما في المدينة. ومن ثم يقول المواطن (الحرية حلو الواحد يحكي).

حسناً إذاً، هذا الفيديو ما قبل قانون “سيزر” الذي يخص فرض عقوبات أميركية جديدة على “سوريا”، فإن كنا قبل هذا القانون “شعب مايت من الجوع”،فكيف ستؤثر العقوبات على شعب “مايت” أساساً، هل يكون “عصة القبر” إذاً، لا تفكير كثيراً بهذه “الدويخة”، بل تسأل نفسك لماذا تداولوا فيديو رئيس الحكومة القديم هذا اليوم بعد 3 أشهر، تجيب لوحدك، ربما يكون قانون “سيزر” للعقوبات هو السبب لتأليب المواطن على حكومته، لكن منطقك يفترض عليك الإجابة على سؤال آخر، هل إدارة رئيس الحكومة ظهره لهذا المواطن جزء من منظومة قانون العقوبات الجديد أيضاً؟!.

* “سيزر” هو قانون أميركي أقره مجلس النواب الذي لم يدخر فرصة خلال ثماني سنوات للتضييق على السوريين، وبموجبه تفرض المزيد من العقوبات على “سوريا” والتي بلا أدنى شك لن يدفع ثمنها سوى المواطن السوري.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى