الرئيسيةانتخابات مجلس الشعب

فنانون جوارح.. ماذا يفعلون في مجلس الشعب؟

فنانون سوريون نواب في الدور التشريعي الثاني هل سيعيدون التجربة في الدورة القادمة؟

سناك سوري – خاص

لماذا قد يترك الفنان الناجح مكانه كمبدع مؤثر في المجتمع من خلال الأنماط التي يقدمها والكاشفة للعيوب والفساد الأخلاقي والسياسي إلى لاهث خلف منصب سياسي كعضوية في مجلس الشعب أو الإئتلاف المعارض؟.

سؤال لطالما توقفت عنده، لست ضد أن يكون للفنان رأي سياسي واجتماعي يعبر عنه بالفن والمقالات الصحافية واللقاءات التلفزيونية أنا مع كل ذلك، فمهم أن يكون الفنان قارئ ومثقف ومطّلع سياسياً وناشطاً بالخدمات المجتمعية وفي هذا الإطار يقول الكاتب الألماني “برتولت بريخت” : «إن أسوأ أنواع الفنانين الأميين هم الفنانون الأميّون سياسياً، لا يسمعون، لا يتكلمون، ولا يشاركون في الأحداث السياسية، لا يعلمون أن كلفة الحياة، وأسعار الحبوب والأسماك والدقيق والإيجار والأحذية والدواء، كلها تعتمد على قرارات سياسية، لا يدركون أن السياسة التي يفاخرون أنهم “لا يحبونها” هي من تنتج التشوهات التي تكون مواضيع أعمالهم، هي من تنتج المومس، والطفل المهجور، وأسوأ اللصوص، والسياسيين المتخمين من الشركات المحلية ومتعددة الجنسيات، الفن ليس مرآة قابضة على الواقع، بل مطرقة تساعد في تشكيله».

عبر تاريخ البرلمان ومجلس الشعب السوري استطاع الكثير من الفنانين أن يصبحوا نواباً منهم “أسعد فضة”، “أيمن زيدان”، “نجدة أنزور”، “صباح عبيد”، “عارف الطويل”، “توفيق اسكندر”، “زهير رمضان” وغيرهم ولكن ماذا أضاف لهم المنصب وماذا أضافوا هم له ؟ هل يتذكر أحدكم مداخله هامة قدمها واحد منهم في المجلس؟ ربما مداخلة النائب والمنتج الفني الركيكه حول ( الطبل والزمر) أبرز مايمكن أن نتذكره، لكننا في نفس الوقت نتذكر الممثلين وأعمالهم في سلسلة “الجوارح وأخوة التراب” والعديد من الأعمال الخالدة في الدراما والسينما السورية .

يقول الفنان “عباس النوري” في حوار مع إذاعة “نينار اف ام” :«أن تجربة زملائه الفنانين في “المجلس” لم تعجبه وأنه لن يرشح نفسه لمجلس الشعب ولم يتمنَّ ذلك وأن كلمة برلمان كان تطلق عندما كان هناك حياة سياسية حقيقية ونواب أمثال “فارس الخوري” والمكان الموجود اليوم هو مجلس الشعب وليس برلمان».

دائما هناك استثناءات ومنها ممثلين حول العالم استطاعوا أن يجمعوا بين الفن والعمل السياسي وأن يكونو مؤثرين في المكانين منهم “رونالد ريغان” الممثل الذي أصبحا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية من 1981 إلى 1989، والممثل ولاعب كمال الأجسام “أرنولد شوارزنيجر” الذي باتَ حاكما لولاية كاليفورنيا الأمريكية.

عام 1963 رشح الشاعر اللبناني “سعيد عقل” نفسه للإنتخابات النيابية، وسقط فيها ويقال أن من بين أهدافه كان الوصول إلى رئاسة الجمهورية، سعيد عقل ذلك المبدع الذي كتب أجمل القصائد لدمشق والتي غنتها السيدة “فيروز” هو واحد من المعجزات الشعرية في العصر الحديث، لكنه لم يكن يصلح ليكون سياسياً ولم يوفق في أرائه المتطرفة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية ما اعتبره الكثيرون سقوطاً للشاعر، رحل “عقل” وكل تلك المواقف وبقيت القصائد فـ(يا عزيزي الفنان والمبدع تذكر دائماً أنك صوت الشعب من غير المجلس، فهناك مكان آخر أنت خلقت له وقادر على التعبير فيه بشكل أبلغ وأصدق).

اليوم وفي ظل غياب أي دور أو صوت للفنانين لصالح الشعب في مجلس الشعب يتساءل مواطنون ويترقبون هل ستشهد الانتخابات القادمة ترشح أسماء فنانين جدداً لمجلس الشعب؟

اقرأ أيضاً:مجلس الشعب يشن هجوماً جديداً على الحكومة… و”أنزور” ينتقد أداء النواب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى