الرئيسيةشخصيات سورية

عز الدين القسام … الشيخ المقاتل والداعم للمسرح؟

في مثل هذا اليوم ودعت فلسطين مفجر أول ثورة فيها... "عز الدين القسام" القادم من جبلة السورية

في عشرينيات القرن الماضي أشرف شيخ سوري على عرض أعمال مسرحية على أراضي فلسطين من ضمن نشاطات جمعية شباب المسلمين التي أدارها في ذلك الوقت.
كان هذا الشيخ “عز الدين القسام” ابن مدينة جبلة السورية. والذي قاد أول ثورة فلسطينية ضد الاحتلالين البريطاني والصهيوني. وحملت الكتائب المسلحة لحركة حماس اسمه “كتائب القسام”.

سناك سوري – بلال سليطين

كان “القسام” شيخاً مؤمناً بالمقاومة المسلحة. ومن خلال إشرافه على عرض أعمال مسرحية يمكن تكوين تصور عن شخصيته غير المتشددة. ووفق لقاء سابق مع الباحث “عبد الوهاب زيتون” الذي وثق تاريخ القسام في مدينته الأم “جبلة” فإن القسام كان شيخاً محبوباً منفتحاً على العصر وتطوراته. وحريصاً على أرواح الناس وألا يكون سبباً لأذيتهم وهذا مادفعه لمغادرة سوريا إلى فلسطين المحتلة. لكن بعد أن حُكم عليه بالإعدام لمقاومته الاحتلال الفرنسي. حيث قام الفرنسيون بقتل عدة أشخاص لانهم لم يدلوا على مكانه.

في سوريا

ولد القسام في جبلة عام 1882 وتعلم عند “الكتاتيب” (جمع كتَّاب) القراءة والكتابة. ومنها انتقل في سن 14 إلى مصر حيث درس في الأزهر . كما كان من تلامذة “محمد عبد. ومحمد أحمد الطوخي”.
عاد إلى سوريا عام 1903 وكان له موقف داعم لاستقلال الشعوب. كما قاد مظاهرة تأييد “الليبيين” في مواجهة الإحتلال الإيطالي. ولاحقاً قاد مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الفرنسي وانطلق فيها من منطقة “الحفة” في ريف اللاذقية السورية نظراً لأن موقع مدينته “جبلة” الساحلي لم يكن يتيح جغرافياً قيام عمل مسلح.
حكم عليه الفرنسيون بالإعدام فانتقل إلى جسر الشغور ومنها إلى دمشق. فصيدا في لبنان وصولاً إلى حيفا في فلسطين عام 1921.

في فلسطين

بدأ العمل المسلح السري في 1925. منطلقاً من أحراش “جبل الكرمل” التي حولها إلى معسكرات تدريب ليلية. كما اعتمد المجموعات التي لاتعرف بعضها البعض حفاظاً على السلامة والسرية. كما وضع نظاماً عسكرياً يقال إن كتائب القسام تتبعه إلى الآن في فلسطين مع إجراء تطوير عليه.
إلى جانب ذلك كان إماماً لمسجد الاستقلال في “حيفا”. وفي وقت لاحق أصبح قاضياً شرعياً. كما وفي العام 1929 حاول الاحتلال البريطاني لفلسطين إحراق المسجد الذي يشرف عليه فواجهم بشكل علني.
في الأثناء كان النفوذ الصهيوني يزداد في فلسطين المحتلة وقد تعامل معه “القسام” وفق حديث سابق لـ “محمد نزال” عضو المكتب السياسي لحركة حماس على أنه مشروع احتلالي شريك للبريطانين. كما دعا لمقاومته أيضاً.
في العام 1935 وبعد قرابة 15 عاماً من المقاومة المسلحة حاصرت قوة من الاحتلال الشيخ “القسام” في قرية “الشيخ زايد” مع مجموعة مقاتلين آخرين ودعته للاستلام. لكن فضل المواجهة حتى النهاية. حيث قضى على أرض فلسطين خلال تلك المواجهة في 20 تشرين الثاني 1935. وتحول إلى رمز في المقاومة المسلحة للاحتلال.
دفن القسام في قرية “الباجور” التابعة لـ جنين” وكتبت على ضريحه هذه الأبيات:

اقرأ أيضاً جيش المسلمين اللاعنفي … ضمّ 100 ألف مجاهد

“هذا الشهيد العالم المفضال.. من كان في الإرشاد خير معينِ…

هو شيخنا القسام أول رافع… علم الجهاد بنا لنصر الدين…

كانت شهادته بوقفة يعبد…. في شهر شعبان بحسن يقيني

ولئن تصف مثواه في التاريخ قل…. في أشرف الفردوس عز الدين”.

كما يعتبر عز الدين القسام مفجر أول ثورة على أراضي فلسطين المحتلة. وإلى جانب دوره في الكفاح المسلح. تميز بنشاطه الاجتماعي والثقافي الذي يُسجل له ويُسجل على الذين حملوا رايته تغييبهم لنشاطاته الاجتماعية والثقافية. مثل إقامة المسرحيات وغيرها وتركيزهم على جانب ديني فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى