الرئيسيةيوميات مواطن

عائلتان سوريتان تتفقان على شراء جبسة

بعد نجاح الفكرة وسرعة تنفيذها.. العائلتان تتفقان على تكرار التجربة وشراء شنتة بطاطا مستقبلاً

سناك سوري-رحاب تامر

بدأت الحكاية عند الـ12 بعد منتصف تلك الليلة، حين كانت العائلتان مجتمعتان في سهرة يوم الخميس المعتادة على “البرندة”، لكن المائدة أمام العائلتين كانت خالية سوى من كؤوس “المتة” التي طافت عيدانها على السطح، وسط تجاهل تام لإعادة ترميم الكؤوس من جديد، فالمتة باتت غالية الثمن ومن المنطقي استثمارها حتى الرمق الآخير، (وشو عليه إذا قطعت؟).

رغم أن الطاولة أمام العائلتين المؤلفتين من اثنين من الأزوج، وعدد من الأطفال والمراهقين، إلا أن المزاح كان حاضراً في الجلسة، فقالت الزوجة المضيفة: «مدوا إيدكم لا تخجلوا هلا الجبس (البطيخ) بتروح برودتو»، ليدخل الجميع في نوبة ضحك ساخرة، فمثل هذا المزاح معتاد حالياً في المجتمع السوري، الهدف منه العودة بالذاكرة إلى أيام خلّت من الوفرة والكفاية.

ترد الزوجة الضيفة: «ما بقدر كتر منو، والولاد كمان هلا بيعملوها تحتن عالفرشة خلص حاج، ريتو عامر»، لترجع نوبة الضحك مجدداً، ويبدأ الحديث عن الحال الذي وصلوا إليه، إذ باتت “الجبسة” أحد الأحلام الممنوعة على خيالات غالبية السوريين.

اقرأ أيضاً: السوق جانن سامحونا.. الأسعار لم تعد تخجل كذلك نحن!

وبعد الكثير من الأحاديث خرج الساهرون بفكرة مثمرة، واتفقت العائلتان على شراء جبسة بالنص في اليوم التالي، وقسمها عند البائع بشكل عادل.

سرعان ما تم تنفيذ الأمر، إذ بلغ ثمن الجبسة 6 آلاف ليرة سورية، دفعت كل عائلة نصف المبلغ، ضاربين عصفورين بحجر واحد، من جهة مبلغ 6000 على قلته يعتبر كبيراً قياساً براتب الـ50 ألف الحكومي، كما أن الكهرباء الخجولة لن تتيح للعائلة الاحتفاظ بجبسة كبيرة الحجم لمدة طويلة، ما يعني هدر نصف أو ربع الجبسة.

وهكذا وبعد أن أثبتت الفكرة نجاحها وجدواها، واحتفال العائلتين بتناول الجبس، تم الاتفاق على تكرار التجربة، وشراء “شنتة بطاطا” مشتركة مستقبلاً.

اقرأ أيضاً: أخ مواطن يسأل: شو ممكن نلحس هالصيفية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى