الرئيسيةحرية التعتيرقد يهمك

“سيل” التأكيدات الحكومية يغرق حلب وعوداً

وأبلغ “تأكيد” في هذه الزيارة هو ماقاله رئيس الحكومة “أعزه الله”

سناك سوري-رحاب تامر

ودعت حلب الأيام الأربع التي قضاها الوفد الحكومي برئاسة رئيس الحكومة “عماد خميس”، مخلفاً ورائه الكثير من الوعود والتأمل بقادم خدمي ومعيشي أفضل لسكان هذه المدينة التي ودعت قبل ذلك الحرب غير آسفة، ومن يدري لربما ودعت الوفد الحكومي بذات المشاعر، خصوصاً وأن الزيارة الأولى للوفد والتي تمت مطلع العام الماضي لم تحقق سوى الكثير من الوعود والكلام.

رئيس الحكومة الذي جال على عدد كبير من المنشآت والمؤسسات والأحياء الحلبية أكد أن حلب “سـ” تنهض على جميع الأصعدة، لكنه أيضاً أكد على هذا الأمر العام الماضي، فهل نهضت المدينة؟!، كل الأخبار التي نشرتها الصحف الحكومية عن حلب تقول عكس هذا الكلام، فالمدينة ماتزال راقدة تحت وطأة تبعات الحرب دون منقذ.

اقرأ أيضاً: كارثة تهدد أحياء حلب الشرقية

“خميس” قال إن الحكومة لم تتدخر جهداً للتغلب على التحديات التي تواجه المدينة، نحن لا نشكك بكلام رئيس الحكومة “ماعاذ الله” لكن يبدو أن جهد الحكومة في حدوده الدنيا، هكذا يقول الواقع المعيشي والخدمي في حلب، “خميس” قال أيضاً بحسب تصريح له لصحيفة “الوطن” إن حكومته ستقدم الكثير لهذه المدينة لتعود إلى سابق عهدها ومكانتها الاقتصادية، وفي هذا الكلام بارقة أمل عسى أن نرى هذا الـ “كثير” مترجماً على أرض الواقع خارج أروقة الصحف والإعلام.

تلك الوعود والتصريحات الإيجابية لم يحتكرها رئيس الحكومة لوحده، بل كررها خلفه 16 وزيراً كانوا برفقته، جميعهم أكدوا على الدعم السياحي والطبي والمعيشي والاقتصادي، وكل ذلك مرهون بالمخطط التنظيمي الموضوع منذ عام 2012 والذي أقر البدء به مطلع شهر نيسان القادم، حسناً إن من انتظر 6 سنوات لن يضره أو لا يملك إلا أن ينتظر 4 أشهر أخرى.

اقرأ أيضاً: عضو القيادة القطرية و”منهجية تسيير الخطى” في حلب!

واستمراراً لسير “سيل” التأكيدات الحكومية، أتى تصريح محافظ “حلب” الذي أكد بدوره أن «زيارة الوفد الحكومي حققت الهدف منها بكل المقاييس لإعادة الألق والحياة إلى المدينة»، وماذا يستطيع أن يقول المحافظ بينما يستضيف بكل “فخر” رئيس الحكومة و16 وزيراً لا “كوكباً”، من الواضح جداً أن تصريح المحافظ أتى منساقاً مع سعادته باستقبال تلك الوفود الوزارية، وإلا فهل من “جامح” يقول إن زيارة لمدة أربع أيام قد حققت أهدافها التنموية والخدمية والاقتصادية لمدينة رزخت تحت الحرب لست سنوات؟!، على الأرجح أن السيد المحافظ كان يقصد أن الزيارة حققت الغرض الإعلامي منها ليس إلا.

لعل أبلغ ماقيل في سلسلة التصريحات الحكومية أثناء الزيارة هو حديث رئيس الحكومة حين قال: «المسؤوليات كبيرة»، أجل المسؤوليات كبيرة وكبيرة جداً، هي أكبر من وفد حكومي، وأكبر من أربعة أيام قيل إنها كانت كافية لتحقيق غرض الزيارة، وأكبر من طاقة المواطنين على التحمل، ذات المواطنين يأملون ألا تكون أكبر من الحكومة نفسها.

اقرأ أيضاً: حصة حلب من الدعم الحكومي.. الزيارة الأولى من كل عام!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى