إقرأ أيضاالرئيسيةشباب ومجتمع

سوريا: الحشيش يتغلغل في المجتمع السوري.. والشباب أكبر المستهلكين

الاختصاصية الاجتماعية “ليلى الشريف” انتشار الحشيش بين الشباب يعكس حجم العجز واليأس لديهم

سناك سوري- جوني دوران

لا يكاد يمر أسبوع من دون الإعلان عن عملية لقسم مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، سواء ضبط كميات من الحشيس أو إلقاء القبض على مروجين، أو حتى مزارع لهذا المادة المخدرة ضمن البلاد.

لكن ما خفي أكبر بكثير مما هو معلن، فالظاهرة تنتشر بكثافة في سوريا منذ سبع سنوات وحتى الآن، وهي مستمرة على مايبدو في ظل ارتفاع نسبة عمليات الضبط للمروجين الصغار، بينما يبقى المهربين الأساسيين بعيدين عن قبضة العدالة رغم أنهم المحرك الأساسي لهذه التجارة.

22 عملية بين تهريب وتعاطي وضبط شبكات رصدها “سناك سوري”، خلال الأشهر الثلاثة السابقة (آب، تموز، حزيران)، هي حصيلة العمليات التي قامت بها شرطة مكافحة المخدرات في “سوريا” وأعلنت عنها، أشهرها التي جرت قبل أيام وتم فيها “ضبط (275) شجيرة من نبات “القنب الهندي” المخدر مزروعة بحديقة منزل في بلدة “الهيجانة” بريف دمشق، كما تم ضبط أحد المهربين في دمشق وبحوزته ما يزيد عن 4.8 آلاف غراماً من مادة “الحشيش” المخدر كانت مخبأة بطريقة فنية داخل السيارة التي يعمل عليهما، فيما تمكن فرع “الأمن الجنائي” بدمشق أيضاً في وقت سابق من هذا الشهر، من إلقاء القبض على شخص متخلف عن “الخدمة الاحتياطية” وبحوزته كمية (110) كليو غرامات من “الحشيش”.

وفي شهر “تموز” وتحديداً خلال الفترة الواقعة مابين (15-18)، تمكنت فروع مكافحة المخدرات في المحافظات من إلقاء القبض على (15) شخصاً في مناطق مختلفة، حيث ضبط بحوزتهم كميات كبيرة من المواد المخدرة، وبالتحقيق معهم اعترفوا بإقدامهم على ترويج المواد المخدرات وتعاطيها.

أما في “حماة”، فقد تم إلقاء القبض على عصابة في “ضاحية الفداء” و”المصافي” بحوزتها مايقارب (15) ألف حبة “كبتاغون”، واعترف أفراد العصابة بتهريب الحبوب من مناطق انتشار الفصائل المسلحة في ريفي “إدلب” و”حماة” عبر ممر “قلعة المضيق” باتجاه المناطق الآمنة في مدينة “حماة”.

انتشار ظواهر الزراعة والبيع تعكس حجم استهلاك الحشيش ضمن المجتمع السوري خصوصاً بين شريحة الشباب السوري، في ظل انشغال الأسرة بتأمين لقمة العيش عن الرقابة على أبنائها الذين تحيط بهم ظروف الحرب من كل جانب.

ويعكس انتشار الحشيش بين الشباب السوري حجم اليأس والاحباط لديهم، تقول الاختصاصية الاجتماعية د.”ليلى الشريف”: «عندما يواجه الشباب مشكلات طارئة خلال الحرب ويعتبرون أنها أكبر من قدراتهم على مواجهتها يلجأون للهرب منها من خلال محاولة نسيانها وتجاهلها عن طريق مفعول المخدرات الذي يحقق حالة التخدير والنسيان، بمعنى أن حالة العجز عن القيام بأي حل فعال لدى الشباب يجعلهم يغطون إحساس العجز باللجوء للمخدرات».

“الشريف” تشير إلى أن ضعف الرقابة الاجتماعية وانشغال الأسر بتأمين لقمة العيش وحماية أنفسهم من الموت ساهما في انتشار هذه الظاهرة بشكل أكبر بين الشباب.

بقي أن نشير إلى أن عمليات مكافحة المخدرات حتى الآن مازالت تقتصر على التجار الصغار ولم يعلن حتى الآن عن ضبط الكبار، فهل تنجح عمليات المكافحة للصغار دون الكبار!؟

اقرأ أيضاً : القبض على عصابتي حشيش في دمشق وحلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى