دفعني استبيان سناك سوري حول أرخص مدينة للعيش بسوريا، أن أمتطي حماري (لأن ماعندي سيارة وعندي لفة منيحة). وأبدأ جولة للتأكد من الأسعار في المدن الذي ذكرها المتابعون.
سناك سوري _ باحثة
ووضعت في خرجه قلم ورقة، لأسجل الأسعار وأجري المقارنة بعدها (ومنو بفكروني دورية تموين جاي من أم الطنافس). وتوجهت نحو “مقبرة الدحداح” التي نصحني بها “نبيل”.
ظناً مني وجود سوق بجانبها، ليضحك “مجد”، “إيمان”، و”دلال” على اختياري، وقالوا لي عودي فلا رخيص سوا “نحن المواطنون”. وبدليل أنكِ توجهتي للمقبرة المكان المنشود لنا جراء هذه الأوضاع.
لم أود إخبارهم أن العديد نصحني بزيارة “المقابر” مثل “عمار”، “فوزي” و”أبو ربيع”، لأبعث الأمل فيهم ليس إلا.
واستذكرت التعليقات، فلفتني “حسين” الذي يرى أن “حلب” هي الأرخص سعراً في حال أزلنا الأمبيرات وتكاليفها، باعتبارها مدينة تصنيع. مما يبعد عنها شبح تكاليف النقل، مشابهاً رأيه رأي “راكان”.
إلا أن “سوليداد” اشتكت من غلاء محافظة “طرطوس”، وتراها من كوكب آخر، والبعض مثل “فاتن” نصحتني بالعيش في حديقة الحيوانات. وإلى “لوس أنجلوس” حسب “أبو مجد”، أو لربما أجد الرخص في “دبي” مثلما قال لي “علي”، أو “أوغاريت المدفونة” برأي “لمى”، اي أن مكان خارج سوريا هو الأرخص برأي “علي” الثاني.
وكالعادة دخلت الفكاهة في مفردات السوري حيال أي موضوع يطرح عليهم، ليؤكد “حسام”، “شادي” و”إلياس” على ضرورة التأكد من أننا نعيش بدايةً قبل معرفة المدينة الأرخص (لاتعليق).
وكل ما رددته خلال طريقي “دي ياحماري دي” سبقونا الحمير، رغبةً بتشجيعه على السرعة، لربما ألقط مدينة بأسعارها الرخيصة قبل إصدار أي قرار مفاجئ متعلق برفع سعر أي منها.
