الرئيسيةشباب ومجتمع

خالد زعرور… فنان تشكيل الحجر يبحث عن وريث

الستنيي خالد الزعرور يجعل من قطع الرخام لوحات فنية على واجهات الأبنية

سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

منذ أن كان بعمر 12 عاماً ارتبط “خالد الزعرور” بمهنة العمل بالرخام وإكساء الأبنية به، حتى أن المهنة صارت جزءاً من حياته وهو اليوم بعمر الستين عاماً ما يزال يصنع من بقايا الرخام لوحات فنية تساعده على إعالة أسرته بشغف كبير، كما يقول لـ”سناك سوري”.

بعد أن ساءت الأحوال المادية لأسرته، اضطر “الزعرور” لترك المدرسة بالمرحلة الابتدائية والتوجه للبحث عن عمل، فاختار مهنة العمل بالرخام مدفوعاً بهوايته في تشكيل الحجر ليصبح لوحات فنية تزيّن الأبنية والمحال التجارية، ويتنقل بعدها بين “دير الزور” و “دمشق” و”القامشلي” لممارسة العمل.

يجهز القياسات قبل البدء بتنفيذ اللوحة

يستفيد “الزعرور” في عمله من بقايا تكسير الرخام والسيراميك ليصنع منها لوحات فنية ذات قيمة، وهو يمضي مايقارب 15 ساعة عمل بشكل يومي، أحياناً أكثر من ذلك، لا يشعر بالتعب، ولا بالملل، يضيف: «ليست مهنة وهواية فقط، أصبحت قطعة مني، أحياناً أسهر للصباح في المنزل لأنجز شيء جميل من الرخام».

يجمع “الزعرور بقايا الرخام والسيراميك وهي بالغالب تكون للإتلاف أي أنه يجمعها دون أن يدفع ثمنها، ثم يرسم اللوحة بالورقة والقلم ويبدأ تشكيلها بقص القطع التي جمعها، موضحاً أن إنجاز اللوحة قد يستغرق أربعين ساعة، مثل لوحة سبق أن صنعها لبيت دمشقي، لافتاً أن أكثر مايستهويه هو تصنيع البحيرات في البيوت الدمشقية القديمة والنوافير وبأشكال مختلفة.

اقرأ أيضاً: بيدروسيان عائلة سورية تصنع الفخار منذ 450 عاماً

حاول الرجل الستيني أن يعلم الشباب مهنته، ليتسع انتشارها، وتتحول لمصدر رزق لهم كما هي مصدر رزقه، لكن لم يلبِ دعوته أي شاب، كما يقول ويضيف: «من يريد أن يتعلمها عليه أن يكون عاشقاً لها، علماً أن بقايا الرخام منتشرة بكثرة ولا تحتاج لرأسمال».

“خالد زعرور” من أبناء مدينة دير الزور، يقيم في مدينة القامشلي منذ عدة سنوات، لديه أربعة شباب طلاب جامعيين اثنتان في كلية الهندسة المدنية، وشاب في كلية هندسة العمارة، ورابع في كلية التربية، بالإضافة لأربعة أطفال بأعمار مختلفة في مراحل الدراسة الابتدائيّة.

اقرأ أيضاً: أبو عرب.. صديق القهوة العربية في حلب والقامشلي

من أعمال خالد الزعرور
يرتب الحجارة بعد قصها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى