أخر الأخبارالرئيسيةفن

الأغنية الجزراوية.. وحّدت أطياف المدينة وأحبتها المدن الأخرى

التنوع الثقافي في الحسكة أنتج أغانٍ جميلة يتردد صداها بكل سوريا

ترك التنوع الديمغرافي الذي تشتهر به محافظة “الحسكة” أثره الواضح على تراثها اللامادي والأغنية الجزراوية. كسائر الفنون السائدة فيها.

سناك سوري _ ناديا المير محمود

تقع محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، ولعب موقعها الجغرافي وتاريخها، دوراً واضحاً فيما أنتجته من فنون. ماحمّلها طابعاً خاصاً بها وبسكانها.

وأصدر فنانوها العديد من الأغاني الخاصة التي تلائم مناسباتهم وظروفهم الحياتية، وغلب عليها الأغاني الشعبية بإيقاعات بسيطة. ومفردات سلسة جعلتها أقرب إلى محبي ذلك النوع الغنائي.

الفنان كمال حميد _ فيسبوك

الملحن “كمال حميد” تحدث لسناك سوري، عن الاختلافات بين مدينتي “الحسكة” و”القامشلي”. كمدن رئيسية في شمال شرقي سوريا، وأكد أن القامشلي أكثر غنىً وتنوعاً بسبب تنوعها السكاني. وكافة الأغاني الصادرة عن تلك المدن محكومة بأغاني الدبكات، بإيقاعات بسيطة، حتى أن المقامات الموسيقية هي ذاتها.

ويكمن الاختلاف حسب المنطقة الجغرافية، فللمدن نمطها، كحال الريف والبادية، وكلٌّ وطبيعة أهله، ممن فرضوا طبيعتهم. على المحتوى المقدم بأغانيهم. حتى أن الاختلاف يطال الآلات الموسيقية، والإيقاعات وطريقة أداء الأغاني.

وحدد “حميد” أوجه الاختلاف بين المدينة والريف بطريقة تقديم الأغاني، حيث تكون بالأولى للسمع فقط ولا يصلح الرقص والدبكة عليها. وتتعدد الآلات الموسيقية فيها.

على عكس الريف المخصصة أغانيه لمثل تلك الأجواء لسرعة إيقاعها، ويتم الاعتماد خلال عزفها غالب الأوقات على آلة واحدة. وغالباً ما تكون آلات نفخية كالناي والشاخولة.

عدم التوثيق من أسباب تغيّر الأغنية الجزراوية

يسعى أهالي ومحبو التراث على صونه، ضمن مقدراتهم المتاحة. وذكر “حميد” أنهم بالحسكة، اعتمدوا على نقل فنهم بشكل شفهي. كطريقة حافظت نوعاً ما على إرثهم، إلا أن تلك الطريقة لم تحمه من التغيير جراء التداول. ونوّه لدور بعض المطربين بغنائها بكل مناسباتهم كنوع من التذكير بها.

الفنان شيدا _ انترنت

وتعتبر الحسكة إحدى أكثر المحافظات السورية تنوعاً، حيث يتعايش فيها العرب مع الكرد، والمسيحيين والآشوريين وغيرهم، وساهم هذا التنوع بترك بصمة واضحة بالصورة الثقافية العامة للمنطقة بأكملها.

«عند سماع بعض الأغاني يدرك الشخص فوراً أنها أغنية جزراوية»، يتابع “حميد” ويذكر مثالاً عنها مثل أغنية “جيراني هاالله ها الله من عينيكي ما شالله”، كواحدة من الأغاني التي أحبها كل أطياف المدينة والمدن الأخرى.

أنواع الأغنية الجزراوية

وكنتيجة طبيعية لذلك التنوع السكاني، وطبيعة الحياة بالمحافظة، تحدث “حميد” عن عدة أنواع للأغنية الجزراوية. كأغاني مخصصة للأعراس، وأخرى لمناسبات الحصاد مثلاً، ومنها دينية، وأخرى تسمى “بكائيات”، كما يوجد الارتجال الغنائي كـ”السويحلي، النايل، العتابا، القصيد” وغيرها.

والتي رافق عزفها العديد من الآلات النفخية كـ”الناي، الشاخولة، الزرنة، المجوز”، إضافة إلى البزق، العود، الربابة. وآلات الإيقاع الدفوف والطبل.

الفنان جمال تيريج _ انترنت

وعلى كامل مساحتها ومناطقها، تولى عدد من الفنانين نقل تراث مدينتهم، وتعريف الناس به. أمثال “محمد شيخو”، “سعد الحرباوي“، “سعيد يوسف”، “جان كارات”، و”شيدا”، “عبود فؤاد” من “القامشلي”، إضافة إلى “سعيد كاباري”، “زبير صالح”، “عبد الباسط داري”، “جمال تيريج”، “ابراهيم كيفو” من “الحسكة”.

ويبقى ترديد الغالبية وحفظهم لأغاني مثل “ورموش عينيكي الحلوين”، أو “مريم مريمتي“، دليلاً وافياً على حضور الأغنية الجزراوية عند الذائقة السمعية لغالبية الشعب السوري، والتي أوصلها بعض الفنانين إلى أنحاء مختلفة من العالم العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى