الرئيسيةيوميات مواطن

العنف ضد الصحفيين: صحفية تُشتم بالأب في مديرية رسمية

مدير الجمارك لمراسلة جريدة تشرين "يلعن أبوكي"

يبدو أن حيط الصحافة في سوريا أصبح أوطى من أي حيط في هذه البلاد الغارقة بالفساد والرشوى والهدر والانحدار. لدرجة أصبح فيها المسؤول مستعداً للعنف اللفظي ضد الصحفيين. حيث تم شتم صحفية و القول لها “يلعن أبوكي” بعد أن كان هذا المسؤول وغيره. يقتصرون فقط على عدم إعطاء وزن أو قيمة للصحافة والصحفيين الذين ساعدوه أيضاً في ذلك من خلال تركيزهم على صحافة التمجيد وجعل المسؤول هو البطل العظيم الخارق الناجح الذي لا أخطاء لديه.

سناك سوري – بلال سليطين

الحيط الواطي لدرجة “يلعن أبوكي” ليس تهويلاً للواقع. لكن هو حقيقة واقعة حصلت مع الزميلة “رحاب الإبراهيم” التي كتبت أول أمس أن مدير جمارك دمشق قال لها بالحرف “يلعن أبوكي”.

العنف اللفظي الذي مارسه مدير الجمارك عن طريق شتم الصحفية بوالدها لأنها ألحت عليه تريد معلومة وتعاوناً من المديرية في التعاطي مع عملها على اعتبار أن الوقت ليس في صالح الصحفيين. ويجب أن تُنقل بعض المعلومات بسرعة حتى تصل للقارئ وإلا فتصبح بلا قيمة.
“رحاب الإبراهيم” وهي مراسلة لجريدة تشرين الحكومية. تكتب عموماً مواد لها علاقة بالجمارك والتموين وما إلى ذلك. وبمراجعة بسيطة لسجلها في الصحيفة نجد أنها تستقي معظم معلوماتها من مصادرها المباشرة في التموين والجمارك. مع ملاحظة أن في هذه المواد شيء من النقد الغائب عن معظم الصحف المحلية.

كما تقول “الإبراهيم” إن هذا المدير لم يحقق سبقاً في تطوير أداء مهمته التي كلف فيها حديثاَ. سواء عبر كبح نشاط الفاسدين أو المقصرين. وإنما سجل إنجازاً في كسر الأعراف والتقاليد بالتعامل مع الصحفيين.

اقرأ أيضاًسوريا: من اعتقال الصحفيين لاعتقال الصحف

هناك مقولة عمرها مئات السنين يتداولها السوريون “قالوا لفرعون من فرعنك. فأجاب مالقيت حدا يردعني”. وهي تنطبق على طريقة تعاطي المسؤولين مع الصحفيين في سوريا. تارةً يمنع مسؤول مراسلة من الدخول إلى المديرية التي يديرها فلا تحرك الصحيفة التي تعمل بها ساكناً (جريدة الوطن). وتارةً يشترط مسؤول على مراسل أن يحصل على موافقة حتى يدلي له بتصريح. وتارةً أخرة يوجه مسؤول باعتقال صحفي واحتجاز حريته. وكذلك منع إصدار صحيفة وووإلخ.

كل هذا يحدث من دون أن يحرك الصحفيون أي ساكن لإعادة الاعتبار لأنفسهم ولمهنتهم. كما يتشارك في هذا الواقع المزري الصحف والزملاء معاً. فنجد قلة قليلة من الزملاء تضامنوا مع زميلتهم. بينما كان صوت المواطن المدافع عنها والذي يتعرف لشتى أنواع العنف اللفظي وغير اللفظي أعلى من صوت الصحفيين.

وكذلك الأمر الصحف لم تفعل شيئاً ولم تخصص حيزاً من أعدادها أمس أو اليوم للحديث عما حصل مع الزميلة “رحاب”. ولم تضع في صفحتها الأولى مانشيت عريض حول القضية. وكأنها ماكانت ولم تكن.
نعم ياسادة إن المسؤول الذي لا تردعه الصحافة والصحفيون سيتحول إلى فرعون. وسيفعل هذا وأكثر من هذا.

اقرأ أيضاً“سوريا”.. إخلاء سبيل الصحفيين “رولا السعدي” و”إيهاب عوض”

الصحافة التي عودت المسؤول أن تضع آلة التسجيل أمامه ليقول مايريد وتنشر له مايقول. تتحمل المسؤولية عن هذا الواقع. الصحافة التي تنتظر من المسؤول أن يُرسل لها الخبر. تتحمل مسؤولية غطرسته عليها. كما أن الصحافة التي تقول للنقد أنت من طريق وأنا من طريق تتحمل مسؤولية هذا الحيط الواطي للمهنة. لقد جعلتم هذه المهنة والعاملين فيها يمشون الحيط الحيط ويقولوا يارب السترة حتى وقع الحيط عليهم.

الصحافة أمام مفترق طرق إما أن تسقط الفراعين وترفع حيطها وإما أن تبقى مثل كرة يتلاعب فيها “المسائيل” في هذه البلاد كما يريدون. وبذلك تكون شريكاً في كل هذا الخراب وعدواً لنهضة هذه البلاد والمساهمة في إنقاذها من واقعها.
وحتى يأتي اليوم الذي تختار الصحافة طريقها الصحيح. كل التضامن مع الزميلة “رحاب”. ونجدد الدعوة لاتحاد الصحفيين لأخذ دوره في أن يكون صوتاً حقيقياً للصحافة والعاملين فيها.

اقرأ أيضاً: إطلاق سراح مدير مكتب جريدة تشرين بعد 9 أيام من الاعتقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى