الرئيسيةتقارير

حمام بالتقسيط وتنظيم الدور.. كيف استحمّ السوريون هذا الشتاء؟

سوريون يشاركون قصص نجاحهم بالحصول على حمام ساخن رغم غياب الكهرباء والمازوت

تزور “عزيزة” /30/ عاماً متطوعة في إحدى المنظمات الدولية” منزل عائلتها في حي القصور بمدينة بانياس. مرتين أسبوعياً منذ بداية الشتاء ومارافقه من عدم توفر المازوت والكهرباء، للاستفادة من منظومة تسخين المياه بالطاقة الشمسية لديهم. في استحمام طفليها الصغيرين بشكل منتظم حرصاً على نظافتهما الدائمة وعدم انتقال أي أمراض تنتشر مع قلة الاستحمام كالقمل مثلاً. وقضاء أوقات ممتعة مع ذويها المتقدمين بالعمر.

سناك سوري- نورس علي

ولكن هذا الحل الذي ابتكرته “عزيزة” لاستمرار الاستحمام بشكل منتظم وفق ما اعتادت عليه العائلة بشكل عام، لم يشملها وزوجها الشاب الخجول. مما اضطرها لتخفيف عدد مرات استحمامها وزوجها لمرة واحدة أسبوعياً وبمياه درجة حرارتها مقبولة، بكون عدد ساعات وصل التيار الكهربائي. قليلة ولا تكفي لتسخين مياه القاظان الكهربائي لدرجات حرارة تفوق /45/ درجة، كما تقول لـ”سناك سوري”.

طريقة تسخين المياه على صوبا الخطب في منزل شذى
العلاقات الزوجية

على المقلب الآخر يرى “فواز” /35/ عام ويعمل موظف حكومي كذلك في عمل خاص جزئي، أن المحافظة على النظافة الجسدية في فصل الشتاء. ضرورة حتمية للمحافظة على الصحة العامة للأسرة والعلاقة الزوجية الناجحة، لذلك يهتم بتوفير المياه الساخنة. في موعد الاستحمام المعتمد لدى العائلة، وحين الرغبة بعلاقة عاطفية ناجحة مع زوجته التي تتحجج دوماً ببرودة الطقس وعدم توفر مازوت التدفئة.

قام “فواز” بشراء غاز أرضي صغير بسعر /75/ ألف ليرة ووعاء معدني “قادوس” مخصص لتسخين المياه سعته /20/ ليتر بسعر /25/ ألف ليرة. ليحصل على مياه ساخنة للاستحمام مرتين أسبوعياً، ويستفيد من حرارة الاحتراق في تدفئة الحمام الصغير.

اقرأ أيضاً: مسؤول ثخين المستوى: الاستحمام سيزيد الأمراض وأنتم ما معكم حق الدوا فبلاه
الاستحمام بالتقسيط

بينما الشابة “شذى” /25/ عام وتعمل في القطاع الخاص ترى أن الاستحمام في الوقت الحالي مع عدم توفر الكهرباء لتسخين مياه القاظان الحراري. أو حتى توفر القدرة على تركيب منظومة طاقة شمسية للتسخين، بات يحتاج إلى تخطيط مسبق. وتقسيم استحمام الجسد على مراحل، ويجب تقدير كمية المياه الساخنة المطلوبة.

الاستحمام بالبانيو وتسخين المياه بالقادوس على الغاز الأرضي

وتقول لسناك سوري: «بشكل عام ملتزمة يومياً بالدوام الإداري في شركة التخليص الجمركي، ويتوجب علي أن أكون وجه مشرق في الشركة. وهذا يعني أن العناية بالنظافة الشخصية والاستحمام أمر ضروري وخاصة منطقة الرأس، لذلك أقوم يومياً بعد العودة من العمل. بتسخين المياه على مدفأة الحطب الموجودة في صالون المنزل، وقد قسمت الاستحمام إلى مرحلتين. الأولى للرأس خلال أيام السبت والثلاثاء والخميس. والثانية للجسم يومي الإثنين والجمعة».

تختلف كمية المياه التي تحتاجها “شذى” في كل مرحلة، فتنظيف الرأس يكفيه عدة ليترات من المياه بجسب سمك الشعر. وتصل لنحو 10 ليتر من المياه الساخنة بينما يحتاج حمام الجسم إلى 20 ليتر قريباً.

تنظيم الاستحمام على مستوى العائلة

وكذلك هذا التنظيم في مواعيد الاستحمام بالنسبة لعائلة الشابة “جيسي” /24/ عاما من طرطوس. حيث تم تقسيم العائلة إلى قسمين، القسم الأول يشمل الأبناء وهم شابتان وفتى والقسم الثاني يشمل الأب والأم. حيث تقوم والدة “جيسي” بتسخين وعاء المياه الكبير جداً على الطباخ الليزري السريع خلال ساعات وصل التيار الكهربائي، حتى ولو تطلب ذلك تنظيم الأبناء وتوزيع مواعيد استحمامهم على مدار اليوم خلال ساعات الوصل.

ولكن هذا التنظيم وعناء الانتظار لا يعني “بدر” /38/ عام الذي يعمل بالزراعة، فكلما احتاج إلى الاستحمام يوقد النار ويضع الوعاء “القادوس”. لحوالي ساعة من الزمن على النار ليحصل على مياه ساخنة جداً تكفيه وابنه الصغير وزوجته “رابعة” التي لا تكترث لتوفر المازوت. أو وصل التيار الكهربائي للحصول على المياه الساخنة وفق ما أوضحته لسناك سوري.

إذاً لم يتوقف السوريون عن الاستحمام مهما عصفت بهم الأوضاع الاقتصادية وضعفت وارداتنا النفطية أو الكهربائية بل أبدعوا في عمليات الحصول على المياه الساخنة وتنظيم الأدوار أنجح مما فعلوا على كوة السورية للتجارة.

اقرأ أيضاً: العودة لعصر التنكة.. متى آخر مرة جربتم فيها الاستحمام بمياه ساخنة؟

زر الذهاب إلى الأعلى