حكاية عائلة دفعت 11 ألف ليرة خلال نزهة البرندة
زوج صديقتي ندم على هديك الساعة واستفاقت عليه يتحدث في منامه: “دفعت 11 ألف ليرة بنص ساعة أنا شو كان بدي بهالروحة”
سناك سوري-رحاب تامر
لم يجد زوج صديقتي مخرجاً من أخذ زوجته وطفله في نزهة لمنزل أخيه في “جبلة”، مع إصرارهما على الخروج بزيارة مسائية تخفيفاً لكل هذا الضغط، وبحثاً عن كمشة تسلية تعيد للأجواء الصيفية المعتادة قليلاً من ألقها على “البرندة” مع كاسة “متة”.
في الطريق إلى “نزهة البرندة” كما تصفها صديقتي، كان لزاماً على الضيوف أن يأخذوا بأيديهم هدية ما، وبعد جولة نقاش وقع الخيار على النمورة كونها الخيار الأقل ثمناً من زميلتيها الكنافة أو حلاوة الجبن، فابتاعا 2 كيلو بسعر 6000 ليرة سورية، وبدأ الزوج ببلع ريقه، وكان من المرجح أن عارض بلع الريق رافقه ارتفاع قليل في درجات الحرارة، مع تعرق بحدوده الدنيا، أي أنه لم يكن في مرحلة الحاجة لتناول خافض حرارة بعد.
على المقلب الآخر لم يكن حال المضيف بأفضل من حال الضيوف أنفسهم، تقول صديقتي وهي تروي القصة بكثير من السخرية الموجعة، إنهم صادفوا ابن أخ زوجها في الطريق وكان يحمل بيده ظرفي متة (الظرف يحوي متة تكفي كاستين) اشتراهما من محل السوبرماركت القريب، ففهمت الأمر على الفور، وأن مضيفيهم اشتروا المتة خصيصاً للسهرة التي اقتصرت على هذا المشروب فقط مع صحن نمورة ودون أي حبة “بزر” أو فستق كما حال الأيام الخوالي.
انتهت “نزهة البرندة” بعد ساعتين من الأحاديث المستهلكة غير المجدية، عن الغلاء وارتفاع الأسعار، وكيف أن ظرف المتة كان سعره عند الظهيرة 200 ليرة، ثم ارتفع إلى 250 ليرة في المساء، ورغم الضحكات من الوضع العام، إلا أن الساهرين لم يخفوا قهرهم الداخلي من كل ما يحدث، خصوصاً أن طفلي المضيفين حُرما هذا الصيف من دورات التقوية في الدروس لأنهما سيكلفان والدهما 200 ألف ليرة شهرياً، وهو ما لا طاقة له به، الطفلان كانا يجلسان خائبين فيما لاحت دمعة على خد أحدهما حين فُتحت السيرة التي سرعان ما تم إغلاقها بكلمة “بتهون”.
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للنحل.. مين سرق عسلنا؟ – رحاب تامر
في طريق العودة من “نزهة البرندة”، بدأ التخطيط للعشاء، تقول صديقتي وتضيف أنها أخبرت زوجها بأنه لا يوجد في المنزل سوى قليل من اللبنة لا تكفي لعشاء الأسرة، ليقول لها الزوج والسعادة تشع من عينيه أن محال السمانة كانت مغلقة في الصباح فكيف ستكون مفتوحة في هذه الساعة المتأخرة 11 مساءاً، الزوج شعر بالزهو وهو يشير لزوجته بيده إلى المحال المغلقة، قبل أن يباغته أحد محال السمانة وهو فاتح أبوابه، تضيف صديقتي: «بلع زوجي ريقه ونزلنا».
علبة حلاوة صغيرة، وكيس شيبس للصغيرة، مع كيلو سكر ونصف أوقية بزر دوار شمس، كانت هذه مشتريات العائلة الصغيرة التي دفع الزوج ثمنها 5000 آلاف ليرة سورية، وحتى وصول العائلة إلى المنزل لم تجرؤ صديقتي على محادثة زوجها الذي بدا وجهه متجهماً أكثر من غيمة شباط نفسها.
فور دخولهم المنزل، توجه الزوج المنكوب إلى فراشه فوراً، رفض أن يتناول عشائه، ونام من فوره، قبل أن تستفيق زوجته على صوته وهو يحدث نفسه في المنام: «دفعت 11 ألف ليرة بنص ساعة أنا شو كان بدي بهالروحة»، تضيف صديقتي: «أما أنا فما كان قاهرني غير إنو دفعنا ما يعادل ربع راتب تقريباً وبرادنا مايزال خاوياً، ويمكن سبقو لزوجي بالصفير».
اقرأ أيضاً: هذا الخميس سيمضي – رحاب تامر