الرئيسيةحرية التعتير

اليوم العالمي للنحل.. مين سرق عسلنا؟ – رحاب تامر

منشتغل منشتغل ومنأنتج متل النحل.. بس الدب الكريه بيغافلنا وبيسرق كل عسلنا.. ومنعيد الحكاية

مايزال جبين الفلاح في بلادنا “يعرق”، إلا أنه لم يعد يستطيع أن يأكل من “عرق جبينه”. فساعات العمل اليومية الطويلة دون اكتراث بالجو والطقس، لا يقابلها إنتاج يكفي لإطعام أسرة الفلاح وتأمين مستلزمات حياته اليومية.

سناك سوري-رحاب تامر

في اليوم العالمي للنحل الذي يصادف اليوم 20 أيار، الفلاح يعمل كالنحل، لكن هناك دب لئيم يغافله ويسرق كل العسل حارماً إياه وعائلته. من تذوق ثمار الجهد والكد.

ليس ببعيد عن الفلاح، يمارس الموظف سواء في القطاع العام أو الخاص عمله ويحقق ساعات دوامه كاملة. وحين يأمل بالحصول على إنتاجه آخر الشهر يتفاجئ أيضاً أن دباً كريهاً آخر ليس ببعيد عن الدب السابق قد سرق عسله. فيحرم الموظف العامل منه في جدلية مستمرة.

تقول جارتي “نسرين” أم لطفلين أفقدت البطاقة الذكية عمل زوجها في شراء أسطوانات الغاز من المتعهد وبيعها في السيارات الجوالة. ما أدى إلى إصابة زوجها بذبحة قلبية ألزمته المنزل، إنها بدأت عملاً جديداً في تعبئة أكياس “الشيبس” مؤخراً. وتضيف: «أعمل يومياً من الساعة 8 صباحاً وحتى 3 عصراً براتب أسبوعي 25 ألف ليرة يخصمون منه 1000 ليرة عن كل يوم غياب. بما فيها الأعطال الرسمية إن وجدت، ولا عطلة لي سوى يوم الجمعة».

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للاتصالات السلكية واللاسلكية.. بدنا سلك وبريز لنوصل للحكومة!

“نسرين” السعيدة جداً بعملها جديد الذي تعمل فيه كالنحلة بجهد جميل كل يوم، لا تدرك أن هناك دباً يسرق عسلها ويتلذذ به. حارماً إياها وأطفالها من تذوقه والاستمتاع به، كم “نسرين” بيننا. أسأل نفسي، وأجيب: «هنّ كثر، سعيدات ولا يدركنّ أن جهدهنّ يُسرق كاملاً».

“رامي” طفل صغير يبيع العلكة والبسكويت في أحد شوارع “دمشق”، أخبرني أنه يحصل كل يوم على 1000 ليرة كاملة من “مُشغله”. وأقسم لي أنه لا يخون الأمانة أبداً، وأنه لا يدخل إلى جيبه أي قرش “حرام” إلا الإكراميات التي يعطونه إياها بعض الناس اللطفاء أحياناً. “رامي” السعيد لا يدرك أنه نحلة بريئة وأن هناك دب مفترس يسرق عسله وطفولته أيضاً.

بطريقة أو بأخرى، كلنا نحل مجتهد نعمل ونعمل ونعمل، لكن قدرنا في هذي البلاد أن لا نحصل على عسلنا. هناك دائماً دب يتربص بنا لسرقته، في الحقيقة ليست كل الدببة كما “بالو” صديق “ماوكلي”. هناك دببة مفترسة ترتدي ربطات عنق وتبتسم لك بكل لطف وأنت تصدقها!.

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للرقص.. هزّ كتافك وهات مصروف الشهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى