الرئيسيةرأي وتحليل

بثينة شعبان: شام البكور لقّنت المهزومين والمتنكرين للغتهم درساً نبيلاً

بثينة شعبان: سوريا وشعبها صمدوا لأنهم آمنوا بالثوابت وكشفوا زيف الادعاءات

تحت عنوان “الثابت والمتحول“، كتبت المستشارة في الرئاسة السورية “بثينة شعبان”، تقول إن اختلال الثوابت ربما كانت إحدى سمات هذا الزمن. التي تدعو كثيرين للتشاؤم أو الإحباط أو اليأس أحيانا.

سناك سوري-متابعات

وأضافت من خلال مادتها في صحيفة الوطن، أن الأسباب متعددة ومتشعبة، «فالزمن يتحوّل ويتغيّر الحال عندما يكتشف شاغلو هذا الكون طرائق جديدة لتحقيق غاياتهم التي قد تتوافق أو تتعارض مع ما يرغبه ويبتغيه الآخرون. فعلى الصعيد السياسي، على سبيل المثال لا الحصر، يشهد المجتمع الدولي تحولاتٍ يمكن وصفها بالجذرية ولا شك أنها ستقود إلى أشكال وأنماط في السياسة والحكم والعلاقات غير مسبوقة وغير معروفة من قبل أبناء هذه الحقبة التاريخية».

واعتبرت “شعبان” أنه في السردية السياسية يكاد يكون المضمون منسلخاً عن الواقع، «وهذا بفعل فاعل طبعاً، أي إن هناك من يستخدم ويعمّم ويروّج لسرديات هدفها التعمية على واقع الأمور بدلاً من وصفه أو الإفصاح عنه. وأقرب مثال على ذلك هو السردية التي تستخدمها وسائل الإعلام التابعة للولايات المتحدة وكيان الاحتلال الصهيوني لوصف مقررات الأسرة الدولية والضمير العالمي».

المتابع للإعلام الغربي بما فيه الناطق بالعربية ربما يُؤخذ مما يشاهده من دعايات وأقاويل لا تمت للواقع. وفق “شعبان” مضيفة أن أميركا تستخدم خلال العقدين الأخيرين برامج إعلامية ممولة يتكاتف فيها الخبر المزيف مع تجنيد أدوات لها في بلدان ترفض مشيئتها.

وأضافت: «أثبتت الانتخابات النصفية الأميركية كما أثبتت التجارب الانتخابية السابقة، أن التسابق على الحكم لا علاقة له بالديمقراطية. أو حقوق الإنسان وأن هموم المواطن الأميركي تبقى جاثمة على صدره وميزانيته رغم تغيّر الأوجه أو حتى الأحزاب».

وتطرقت للحديث عن السلطة السرية التي تستخدمها أميركا في العالم بحجة مكافحة الإرهاب. لافتة أن ما تفعله تلك السلطة في الحقيقة هو «تقويض الثوابت للشعوب العريقة المستمرة وتسميم تفكيرها وآرائها وصولاً إلى تجنيدها كأدوات رخيصة ضد مصالح بلدانها».

وأمام هذا الواقع ترى “شعبان” أنه «لا حلّ أمام المتضررين سوى أن يتمسكوا بثوابتهم ويدركوا أن الانجرار وراء الأوهام التي يبتدعها أعداء الشعوب لن يقود إلا إلى الخذلان والخسران المبين».

واعتبرت أن تجربة “شام البكور” وفوزها بالمركز الأول في تحدي القراءة بدبي، إنما تأتي «لتقول للتائهين والنائمين والمحبطين: استفيقوا واعملوا وانفضوا عن أنفسكم وعقولكم وضمائركم سرديات من يستهدفكم أحياناً من خلال أبناء جلدتكم، واعملوا ولا شك أنكم تمتلكون من عوامل القوة ما هو جدير أن يثبت مكانته على الساحتين الإقليمية والدولية».

واعتبرت أن الطفلة السورية «لقّنت المهزومين والمتواطئين والمتنكرين للغتهم وثقافتهم وحضارتهم ومصادر قوتهم. درساً من أنبل وأجمل الدروس ولتثبت أن اللغة العربية حية وأنها جميلة جداً ومؤثرة وأن كل ما يحتاجه الآخرون ليتفاعلوا وينخرطوا هو بارقة أمل حقيقية مرساة على الصدق والشفافية والإنجاز».

وفي نهاية مادتها، أكدت “شعبان” أن “سوريا” وشعبها صمدوا لأنهم آمنوا بالثوابت وكشفوا زيف الادعاءات، وأضافت: «ها هي سورية رغم كل ما عانت منه تتألق في تحدي القراءة وتتألق في مهرجان قرطاج السينمائي. وتعد أنها ولّادة للإبداع والتميّز متكئة على تاريخ عريق ولغة القرآن الكريم وعزيمة شعب لا تهون ولا تلين».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: أميركا وحلفاؤها الغربيون لا يقرؤون التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى