الرئيسية

“باب زحل” في دمشق واحد من 7 كواكب في العاصمة السورية

منه دخل الفرس إلى العاصمة… ومنه العبور إلى “بولس الرسول”

سناك سوري – ماريا قباره

هو واحد من الأبواب السبعة في السور الروماني لمدينة دمشق القديمة والتي سميت خلال العهد الروماني بأسماء الكواكب، حيث سمي هذا الباب آنذاك “باب زُحل” نسبةً إلى كوكب زحل (ساتورن) أحد آلهة الأساطير الرومانية القديمة. ومنه أخذ الكوكب اسمه في عدد من اللغات اللاتينية والجرمانية، وساتورن هو إله الزراعة والحصاد. ويُعادل في الميثولوجيا اليونانية الإله اليوناني “كرونوس”: إله الزمن والزراعة والفلاحين.

وفيما بعد، دٌعي الباب في العهد البيزنطي باسم “باب القدّيس بولس”، فمن أعلى هذا الجانب من سور المدينة القديمة، قام المسيحيون الدمشقيّون ليلاً بإنزال بولس الرسول بسلّةٍ ليتمكّن من الهرب من بطش الرومان واليهود الذين تربّصوا به وحاولوا القبض عليه وقتله:«وَأَمَّا شَاوُلُ (بولس) فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ… وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ تَشَاوَرَ الْيَهُودُ لِيَقْتُلُوهُ، فَعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ الأَبْوَابَ أَيْضًا نَهَارًا وَلَيْلًا لِيَقْتُلُوهُ. فَأَخَذَهُ التَّلاَمِيذُ لَيْلًا وَأَنْزَلُوهُ مِنَ السُّورِ مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلّ” (سفر أعمال الرسل 25:9). “فِي دِمَشْقَ، وَالِي الْحَارِثِ الْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مدِينَةَ الدِّمَشْقِيِّينَ، يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِي، فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيل مِنَ السُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ”». (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 33:11).

نلاحظ على جانبي هذا الباب رَسمين يرمزان إلى أول حرفين من اسم “المسيح (خريستوس- (Χριστός باللغة اليونانية (ΧΡ)، وهو الرمز الذي ظهر للملك قسطنطين الكبير في السماء، وتمّ وضعه على دروع جيشه واعتماده راية لجنوده لقرون طويلة.

وعندما داهم الفرس دمشق آنذاك عام 614م. دخلوها من باب “بولس الرسول” وهدموه، ومن ثم تابعوا محتلين القدّس، وسرقوا عود الصليب المقدّس من كنيسة القيامة وأخذوه إلى عاصمتهم. لكن امبراطور الروم هرقل عندما سيطر على المشرق من جديد في عام 622م، استعاد خشبة الصليب المقدّس، وأعاد بناء ما هُدم في دمشق، ومنها هذا الباب، و جعل على طرفيه الشعار الذي سبق واستعمله قسطنطين الملك عندما اعتنق المسيحيّة. وبقي هذا الشعار إلى يومنا هذا.

الاسم الحالي للباب اليوم في دمشق “باب كيسان”، ويُنسَب الاسم بحسب بعض الكتب التاريخية إلى كيسان أحد غلمان الخليفة الأموي “معاوية بن أبي سُفيان”، و كان “كيسان” هذا مسؤولاً عن الفرقة العسكرية العربية التي حاصرت دمشق من جهة هذا الباب. ولمّا احتلّ العرب مدينة دمشق أطلقوا اسمه على هذا الباب.

أمّا إذا ذهبنا إلى اللغة الآرامية فالاسم “كيسان” يعني “الأقصى” أي الأكثر بُعداً عن مركز المدينة.

يقع “باب القديس بولس”، باب كيسان، في نهاية شارع “ابن عساكر” من الشرق، ويتميّز الباب بجمالة وزخرفته الرائعة، ويصل مباشرةً إلى كنيسة القدّيس بولس الرسول. ومن الجهة المقابلة للباب يقع “الشارع المستقيم” «وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلًا طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ . لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّي” . (سفر أعمال الرسل 11:9)، بالإضافة إلى وجود بيوت وأسواق قديمة كإرث هام جداً من مدينة دمشق القديمة.

اقرأ أيضاً ظاهرة “النور المقدّس” والقيامة الحقيقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى