الرئيسيةسناك كورونا

الممرضة طليعة: إصابتي بالفيروس كانت قدراً.. ولا مبرر للتنمر

طليعة: قبل إصابتي كنت أخاف على عائلتي والناس أكثر من نفسي.. ورغم التنمر ألقى الدعم والحُب

سناك سوري – دارين يوسف

«منذ انتشار فيروس كورونا في العالم بدأت أعيش حالة من القلق على عائلتي والمحيطين بي، أخاف عليهم من عدوى قد أحملها نتيجة وجودي في خط الدفاع الأول، حيث كنت معرضة للإصابة منذ بداية تسجيل الإصابات في سوريا مثلي مثل أي عامل في الكادر الصحي، ولم أتهاون يوماً في محاولة حماية نفسي أو حتى من يخالطني»، هذا ما بدأت به الممرضة بشرى طليعة، ابنة جبل الشيخ، بريف دمشق، حديثها مع ،سناك سوري، وهي التي تكافح اليوم الفيروس من مكان إقامتها بالعزل الصحي في مستشفى قطنا..

تضيف: «كنت حريصة على تقليل تواصلي مع عائلتي قدر المستطاع كذلك مع الجيران والأقارب، كإجراء وقاية ذاتي، لكن وخلال أداء واجبي وعملي في الإسعاف المركزي بمشفى المواساة الجامعي، أُصِبت بالفيروس مع عدد من الزملاء، بعد مخالطة مريضة تبين بعد وفاتها أنها حاملة للفيروس، رغم اتخاذنا كافة الاحتياطات الوقائية اللازمة.»

خط الدفاع الأول

عدوى الفيروس التي انتشرت مؤخراً بين بعض العاملين في المجال الطبي، من أطباء، وممرضين في بعض المشافي، لاسيما في العاصمة دمشق لم تكن خيارهم، حالهم كحال كل العاملين في المجال الصحي في العالم.. فهم صمام الأمان، وطبيعة عملهم تجعل منهم مقاتلين في خط الدفاع الأول بمحاربة الفيروس، وأكثر الناس عُرضة للإصابة به.

تقول طليعة: «الإصابة بالفيروس كانت قدراً واختباراً من الله.. فالعاملون في الإسعاف المركزي وعند قدوم مريض.. لايعرفون بدايةً ما حالته وإن كان حامل للفيروس أو لا، ورغم ذلك الاحتياطات في المشفى حينها كانت كافية سواءً من حيث الكمامات و الكفوف والتعقيم وغيرها»..

اقرأ أيضاً: كيف انتقلت عدوى كورونا في مشفى المواساة؟

تنمر..

ولم ينجُ السوريون الذين خاضوا تجربة الإصابة بالفيروس من التنمر الاجتماعي ضدهم وضد عائلاتهم، سواءً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو في مناطق سكنهم، وكان للمصابين من القطاع الصحي نصيب من هذا السلوك غير الإنساني، لكن ورغم أن ظاهرة التنمر طالت الممرضة طليعة، وعائلتها، وزملائها المصابين، أكدت أنها بالمقابل تلقى كل الدعم والحُب من عائلتها وأصدقائها وزملائها.. وأنها رغم البعد تتواصل معهم عبر الهاتف.

وفيما يتعلق بالوضع الصحي، لعائلتها أكدت الممرضة طليعة، أن عائلتها بخير و أن نتيجة المسحات التي تم أخذها من أفراد العائلة جاءت نتيجتها، صباح اليوم الأحد، سلبية جميعها، أي أنهم غير مصابين بالفيروس.

وحول وضعها الصحي الحالي، قالت الممرضة الشابة، أنها لاتعاني من أية عوارض تتعلق بالمرض، مؤكدةً أنها تلقى كل الاهتمام والرعاية الصحية من الكادر الطبي العامل في مشفى قطنا.

وأعربت الممرضة، بشرى طليعة عن أملها في النجاة، والشفاء مع زملائها المصابين، متمنيةً أن لايتم توجيه اتهامات لهم بالتقصير، أو تحميلهم العتب والملامة، لاسيما وأنها كانت تعمل في أقسى الظروف بعيداً عن عائلتها وتقوم بواجبها الطبي والإنساني مع المرضى وتسهر على راحتهم.

وتمنت أن يلقى الكادر الطبي من أطباء وممرضين ممن يعرضون أنفسهم للخطر في محاربة الفيروس وإنقاذ حياة الناس للتقدير من قبل المواطنين والمعنين على حد سواء.

وتوجهت طليعة بالشكر إلى كل من دعمها وساندها في محنتها خاصة للكادر الطبي في مشفى قطنا لرعايتهم واهتمامهم بالمقيمين.

اقرأ أيضاً:الصحة: سحب مسحات لمخالطات في سكن الممرضات بدمشق

دعم التمريض.. ضرورة

ويعتبر كادر الممرضين من الكوادر التي أصابها الاستنزاف قبل سنوات الحرب وبعدها نتيجة هجرة عدد كبير منهم إلى الخارج بحثاً عن فرص عمل برواتب وحوافز مالية أفضل، في حين مازال العاملون في هذا المجال داخل سوريا يكافحون لنيل حقوقهم فهم بشر قبل أن يكونوا ملائكة.. وينتظرون من وزارة الصحة، تحسين أوضاعهم من الناحية المالية والحوافز وتأمين العيش الكريم والتقدير والتكريم لعملهم الإنساني، أسوةً بغيرهم من العاملين في التخدير والطوارئ، والمعالجة الفيزيائية، وكذلك تفعيل نقابة التمريض والرقي بهم لأفضل المستويات.

اقرأ أيضاً:ممرضو سوريا.. بانتظار قوانين تحمي ونقابة تنصف!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى