الرئيسية

“الششك”.. الأكلة “الكوجرية” التي يتهاداها الأصدقاء في الربيع

قرية “شرم الشيخ السورية” منبع “أكلة الششك”

سناك سوري-عبد العظيم عبد الله

تستمتع “منيفة حسو” من أهالي قرية “شرم الشيخ” في ريف “المالكية” بـ”الحسكة”، في إعداد أكلة “الششك” طيلة شهري نيسان وآذار اللذان يعتبران موسم هذا النوع من الطعام الشهير لدى قبيلة “الكوجر” الكردية.

“الششك” لا تعد من الأطباق اللذيذة فحسب، بل تعتبر هدية قيمة يتداولها المحبين والأقارب، كما تقول “حسو” لـ”سناك سوري”، وتضيف: «تشتهر نساء قبيلتي “كوجر” بإعداد هذه الأكلة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من تراثنا الكوجري».

تركز النساء على إعداد هذا النوع من الطعام في فصل الربيع الذي تتوافر فيه مواد صناعة “الششك” الذي توضح “حسو” طريقة طهوه:«يتم وضع الجبن في مصفاية، لتنزل مياهه إلى وعاء تحت الجبن، يتم ترك المياه حتى صباح اليوم التالي، ثم تسخن بشكل جيد، بعدها نخلط صحن من اللبن ضمن الماء الساخن لتفرط مياه الجبن».

بعد ذلك توضع المياه المغلية في مكان ما من المنزل وتغطى بالأقمشة ليوم كامل، ثم «في اليوم التالي أيضاً نسخن المياه، مع وضع كمية من الملفوف أو الخس أو الخبازة مع الوعاء الذي يغلي، طبعاً بعد تقطيعها بشكل مناسب، ويفضل أن نضع نوع واحد فقط من تلك النباتات، وتحرك جيداً ثم نتركها تغلي لمدة 60 دقيقة، بعد ذلك نحضر المصفاية ونضع فيه الخليط حيث ينزل الماء ويبقى “الششك” الذي نتركه حتى يبرد قبل أن نحفظه في الثلاجة ويمكن أكله في اليوم الثاني».

بدأت “الششك” تظهر في بعض الأسواق مؤخراً، خاصة منطقة “المالكية”، لبيعها والاستفادة منها مادياً، فهي مفضلة جداً عند أبناء المنطقة خاصة عند “الكوجر”، تقول “عمشة هسام” ابنة المنطقة لـ”سناك سوري”: «ورثنا صناعة هذا النوع من الطعام من أجدادنا، لذلك فالحفاظ عليها وتناولها عرف وتقليد قديم، لا تنازل عنه بالإضافة لكون الأكلة لذيذة».

أكلة “الششك” أتت من طبيعة حياة “الكوجر”، كما تقول “هسام” فمنذ القدم «كنا نرحل مع أنعامنا إلى المناطق التي تتوافر فيها المرعي الجيدة، والأكلة اخترعناها لنعيش منها، وهي غير متداولة لدى باقي سكان المنطقة الذين يجهلون طريقة تحضيرها لذلك نرسلها كهدية لبعض الأهل والأصدقاء في المناطق الأخرى وحتى محافظات بعيدة، وهو طعام لا يصلح للمونة أو التخزين، فقط نتناولها في هذه الأيام من السنة».

اقرأ أيضاً “في رحاب الجزيرة”.. البرنامج التلفزيوني الذي فرض “حالة الطوارئ” في الحسكة!

“الكوجر” قبيلة من القبائل الكردية وتعني “الترحال”، يستقرون في ريف “المالكية” خاصة، في أكثر من 25 قرية، منذ أن وصلوا إليها قبل مئات السنين عندما كانوا رحل مع أنعامهم، وقد انتقلت حياتهم من العيش في الخيم إلى الاستقرار في تلك القرى، حتى يومنا هذا، ويقدمون نتاجاتهم وتراثهم وفلكلورهم، ومن بين ذلك “الششك”.

اقرأ أيضاً: آذار.. شهر الوجبات المجانيّة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى