إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

الحرب والحكومة بريئتان.. فلاحو “الحسكة” وخسائر بمئات الملايين!

المزارع “صالح الحاج مطر” خسر لوحده مايقارب الـ4 ملايين ليرة هذا الموسم!

سناك سوري – آزاد عيسى

اعتبر المعنيون في مديرية الزراعة بمحافظة “الحسكة” أن الموسم الزراعي الحالي هو الأسوأ على الإطلاق، نتيجة الضرر الكبير الذي لحق بآلاف الهكتارات، نتيجة قلة الأمطار التي أدت لإعلان فشل الموسم البعلي، بخسائر مهولة تتجاوز مئات الملايين من الليرات السورية بسبب الجفاف وانحباس الأمطار.

الحديث العام والذي يطغى على كل ما عداه في الريف والمدن، عن موسم زراعي لم تشهد مثله “الحسكة” منذ عقود طويلة، انتهى بالفشل الذريع، وخسائر لا تحصى، بعد احتراق المحصول نتيجة الجفاف واحتباس الأمطار الذي لم يسبق أن غادر الجزيرة بهذا الشكل، وكأنه يعاقب الناس والأرض، فاحترقت معه نفوس المزارعين، وأصاب بعضهم الأمراض وارتفاع الضغط وسكر الدم. (لا عتب..فالمصيبة كبيرة..والمنطقة تعتمد على الزراعة والموسم.. وفي كتير عم تتدين طوال السنة مشان يجي الموسم ويوفي الديون..هلا عايش وميت).

حال المزارع “صالح الحاج مطر” من ريف “اليعربية” لا يسر الغريب والقريب، يعاني من ضغوط نفسية أدّت إلى أوجاع جسدية، نتيجة الخسائر التي تلقاها من الأرض التي ينهل من خيراتها منذ خمسين عاماً، وعن ذلك تحدّث مع “سناك سوري” بالقول: «الفوائد التي كنت أجنيها من محصول القمح الذي أزرعه كل عام تتجاوز الـ4 مليون ليرة سورية سنوياً، لدي مساحة 200 دونم من الأرض أزرعها بالقمح بعلاً، وبسبب تأخر الأمطار كثيراً في شهر آذار وحتى أيام مهمة للمطر في شهري شباط ونيسان، كان قرار القدر أن يتضرر المحصول. لم يكن أمامي إلا أن يتم تضمين المحصول لأحد مربي الأنعام مقابل 500 ألف ليرة سورية فقط، وهي لا تعوض المصروف الذي وضعته على الأرض من حراثة وبذار وأجرة الآليات». (وعادة تضمين الأرض يتم في مواسم الجفاف. فتضرر المحصول وعدم نضجه بشكل كامل يؤهله لاستقبال الأنعام كمرعى لهم بدل استقبال الحصادات الجالبة للخير، حيث يباع كل 40 دونم تقريباً ب200 ألف)

اقرأ أيضاً: في الحسكة استبدلوا صلاة الإستسقاء بإطعام الأطفال.. فهل يهطل المطر؟!

المهندس “عادل سعدون” مدير دائرة زراعة “القامشلي” تحدّث عن تفاصيل الموسم الزراعي الحالي، بالقول: «المحاصيل المزروعة بعلاً هي الأكثر تضرراً، وهي القمح والعدس والشعير والكزبرة والكمون وحبة السودة، علماً أن المساحة المزروعة بالقمح على مستوى منطقة “القامشلي” تعادل 26 ألف هكتار، والضرر أصاب 23 ألف هكتار بشكل كلي. أمّا الشعير فنسبة الضرر 100 %، ومساحتها 11 ألف هكتار. والأمر ينطبق على الكمون ذات المساحة 1500 هكتار، والكزبرة ب1000 هكتار، أمّا حبة البركة فهي 600 هكتار. ويعتبر هذا الموسم الأسوأ بما خلفه من خسائر على المزارعين، وتعود بنا الذاكرة لموسم 1998 الذي خلف خسائر على محصول البعل، لكن السقي كان ممتازاً، غير أن هذا العام حتّى السقي تضرر من نواحي كثيرة».

وتبدو توقعات إنتاج المحاصيل غير مبشرة، والمكتوب يقرأ من عنوانه العريض، كما فصّتلها مديرية الزراعة على لسان “السعدون” الذي تابع: «خسائر كبيرة تعرض لها الفلاحين، فهناك قيم مالية للجرار الزراعي والحراثة والبذار لا تقل عن خمسين ألف ليرة عن كل هكتار، ولا بدّ أن نعلم أن آلاف الأسر تعيش وتعتمد في قوتها على الأرض والزراعة، ونستطيع القول أن بعض المساحات جيدة بعلاً وسقياً في منطقتي “المالكية” و”رأس العين”، لكن ذلك لا يعوض خسائر المساحات الهائلة. وحسب توقعات المديرية هذا الموسم فإن إنتاج القمح المروي قد يصل إلى 12000 طن، علماً أنه تجاوز خلال العام الماضي 16000 طن، أمّا توقعات إنتاج القمح البعلي فتصل إلى 38250 طناً، وهي نسبة قليلة جداً مقارنة بالمواسم السابقة».

هي سنة المواشي بامتياز، لكن ذلك مؤشر على انخفاض سعرها أيضاً، ويمكن أن تؤدي إلى كارثة أخرى تصيب مربيها الكثر، وتجعلهم عرضة للإفلاس السريع، فالمواسم الجيدة مرتبطة بمواسم جيدة لمربي المواشي والعكس صحيح، فهل هناك حلول للتعويض الجدي ومنع انهيار الأسر الكثيرة التي تعتاش من الأرض؟.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى