الرئيسيةرأي وتحليل

الائتلاف السوري يدعم العدوان التركي على سوريا

الائتلاف الذي يقول إنه ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري: يقاتل مع عدوان على الشعب السوري

يوماً ما انتقد المجلس الوطني السوري الذي أصبح لاحقا الائتلاف السوري. أن البعض أسماه “مجلس اسطنبول” نسبة للمدينة التي انطلق منها ودعمته وكبّرته وحوّلته إلى قوة سياسية. ولاحقاً عندما أصبح اسمه الائتلاف الوطني السوري وصَّف نفسه بأنه “الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري”. لكن المحصلة كانت بأن صدقت عليه الأولى “مجلس اسطنبول” وغابت عنه الثانية “ممثل الشعب السوري”.
فالائتلاف السوري الذي رفض أن يصبغ باسطنبول التركية يأتي اليوم و يدعم العدوان التركي على الأراضي السورية. فهل من يدعم هذا العدوان يحق له أن يقول إنه لم يكن “مجلس اسطنبول”.

اقرأ أيضاً: “فصائل المعارضة” تتدرب لمشاركة الجيش التركي عدوانه على شرق “الفرات”!

هذا العدوان يستهدف شريحة من الشعب السوري الذي يقول “الائتلاف” إنه الممثل الشرعي والوحيد له. تخيل أن ممثل الشعب يشن عدواناً على من يمثلهم مع دولة خارجية!.
رئيس الائتلاف السوري “عبد الرحمن مصطفى” لم يجد حرجاً في دعمه هذا. بل على العكس وجد له عشرات المبررات والمسوغات. ولم يبق إلا أن يقول عنه “عدوان وطني” فهو رأى أنه يأتي لمحاربة من يصفهم بالتنظيمات الإرهابية ويحافظ على وحدة البلاد. (تخيل يارعاك الله عدوان يحافظ على وحدة البلاد).
المحافظة على سلامة المدنيين هي هدف فصائل الجيش الحر التي أعلن الائتلاف السوري أنها ستشارك في هذا العدوان التركي على مناطق سوريا. لكنه لم يشرح كيف يمكن للعدوان أن يحافظ على أرواح المدنيين فما أثبتته وتثبته الحرب في سوريا كل يوم أن أفضل طريقة للحفاظ على حياة المدنيين هي “عدم وقوع حرب”. بدليل أن هذا الائتلاف سعى بكل جهده وأيّد عدم وقوع حرب في إدلب. فهل كان الأفضل لإدلب شن حرب عليها لحماية المدنيين أم أن حماية المدنيين تكون باللا حرب واتباع طرق أخرى.(عليكم أن تعتمدوا ماهو رأيكم هل الحرب أم اللاحرب أفضل للمدنيين!).

اقرأ أيضاً: للمرة الثانية خلال أسبوع جبهة إدلب تشتعل… مواجهات عنيفة منذ ساعات الفجر الأولى

المناطق التي تخضع نظرياً لسيطرة الائتلاف (درع الفرات) وتخضع عملياً لسيطرة تركيا. تعج بالقتل والذبح والخطف والاغتصاب وسرقة البيوت والتغيير الديموغرافي ووو إلخ. ومع ذلك فإنه يقول في دعمه للعدوان التركي: إن هذا الدعم جاء لمنع اركتاب جرائم بحق المدنيين مثل “القتل. حرق الأراضي والاستيلاء على المنازل. التهجير والاخفاء القسري”! (طيب مو الأولى تظبطوا المناطق يلي مسيطرين عليها قبل ما تشاركوا بالعدوان التركي على مناطق سورية ثانية).
“مصطفى” الذي أقر بأن تركيا هي من تمول فصائل “الجيش الحر” في سوريا. قال إن هدفهم أن يتحرر الشعب السوري كله من الاستبداد ويتخلص من كل أشكال الإرهاب”. هذا الإرهاب الذي يتركه “مصطفى”في إدلب ويتوجه تحت الإمرة التركية إلى شرق الفرات!.

اقرأ أيضاً: تركيا تطرد مقاتلين من الجيش الحر… وتتهمهم بالفساد

وعلى مايبدو أن رئيس الائتلاف لايعلم أن “الإرهاب” يفتك بإدلب كل يوم متمثلاً بجبهة النصرة وحلفائها. الذين طردوا الائتلاف ومؤسساته من إدلب. واختطفوا الأهالي وانتهكوا الحقوق والحريات الفردية. ومارسوا ويمارسون كل يوم أقسى أنواع الإرهاب على الناس. ومع ذلك الائتلاف يصفق للعدوان التركي على شرق الفرات. ويترك إدلب غارقةً بالإرهاب.
هذه ليست دعوة لشن الحروب في مكان آخر. وإنما دعوة للتفكير في حل يخلص أهالي إدلب من التطرف ولو حتى بالحوار بدل التفكير في شن حروب جديدة ضد سوريين آخرين. أو ربما هي محاولة لإيقاظ ماتبقى من استقلالية في القرار إذا كان مايزال هناك شيء منها. فعلى الأقل إذا كنتم غير قادرين على منع الحرب لا تكونوا جزءاً منها ولا تعطوها غطاءً.
لا يخفى على أحد أن التركي هو من دفع الائتلاف للتأييد حتى يقول إن حملته شرعية وجاءت بدعم وتأييد من جهة سورية هي الائتلاف المعارض. لكنه نسي أن هذا الائتلاف ربما لايمثل أكثر من أعضاءه فقد طرد حتى من المناطق التي يقول إن قواته تسيطر عليها في ريف حلب الشمالي. وتظاهر الناس ضده. حتى أن رئيس الائتلاف الحالي لم يسجل أي حضور يذكر داخل الأراضي السورية وربما لم يزرها أي زيارة بعد أن استلم مهامه. ومن يدري قد يكون لا يعرف شيئاً عن الحروب وما تفعله. فكثير من رموز السياسة في هذه البلاد منفصلون عن الناس ملتصقون بمكاتبهم وفنادقهم. و مواقفهم مفصله على مقاس مصالحهم فهم يرفضون معركة هنا بحجة الحرص على المدنيين ويقبلون أخرى هناك بحجة تخليص المدنيين.

لا يعيبنا إجراء مراجعة لمواقفنا وسلوكياتنا بل يعيبنا أن نستمر في نهج لا يخلف إلا مزيداً من القتل والتدمير وتهجير الناس. ربما لا تكون “قسد” جيدة وهي ترتكب الكثير من الأخطاء بلا أدنى شك. لكن هل ماحدث في “عفرين” هو تخليص للأهالي من الاستبداد أو من ممارساتها أم استبدال للاستبداد باستبداد آخر وللأخطاء بأخطاء أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى