سناك سوري _ زياد محسن
ألقت السلطات في جمهورية “هونولولو” القبض على المواطن “سين” متلبساً بجرم السعادة والفرح رغم قرار الحزن الجماعي الصادر في البلاد.
وبين جيرانه المتجهّمين أخرجت دورية الشرطة المواطن “سين” مبتسماً ينظر إلى من حوله بسرور، فيما ساد الحزن بعد رحيله أكثر فأكثر بين أبناء حارته.
في غرفة التحقيق سأله المحقّق الغاضب: ما اسمك؟
– المواطن سين
– عنوانك
– حارة المنسيين
– من يموّلك لتقوم بفعلتك؟
– الفيروس الجديد؟
– جاية تتمسخر انت؟ انت واحد عميل ومنافق؟ وما بتقدّر انو كل هالقرارات اللي عم تاخدا الحكومة لتكون حزين، رفعتلك الأسعار زودتلك الضرايب وألغتلك الدعم وقطعتلك الكهربا والمي والاتصالات شو تعمل أكتر؟ لو تعرف هالمسؤولين أديه عم يتعبو ليبدعولكن قرارات جديدة لكنت ضليت حزين وما عملت هالعملة السودا …. احكي لشوف مين دفعلك لتضحك؟
– الفيروس الجديد هو خلاني اضحك
– وكيف هي
– فقدت حاسة الشم والتذوق
– أي هيك لازم تزعل مو تضحك
– انا هيك كنت مفكر بس لما جربتا ضحكت وصرت سعيد … بطلت شم ريحة مجارير قدام البيت ولا ريحة زبالة ع أول الحارة ولا ريحة العرق بباص النقل ولا عدت حس بطعمة الفلافل المقلية بزيت محروق أو الرز المسوّس ما غيرو ولا الخضرا المعفنة اللي منشتريها لأنها أرخص … بس بتعرف …. في طعم واحد لسه باقي …. طعم الذل اللي عم نعيشو …
وبدأ المواطن سين بالبكاء ففرح قلب المحقق دون أن تتغيّر ملامح وجهه ونادى لعنصر خارج الغرفة قائلاً : «طالعوه براءة عالجنالو وضعو».
