الرئيسيةشباب ومجتمععلمهم بمحبة

أطفالي يمضون وقتاً طويلاً على الانترنت… كيف أجعل استخدامهم آمناً؟

نصائح للتعامل مع ارتفاع نسبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والانترنت في ظل فيروس كورونا؟

سناك سوري – ولاء شرقاوي

ربما أصبح من المألوف أن نشاهد طفلاً في مراحل مبكرة يتابع قنوات اليوتيوب على الموبايل أو يحرك أصابعه على الجهاز اللوحي في جولة على صفحات الفيسبوك مقلداً والديه، إلا أن الوقت الذي كان يقضيه في السابق على هذه الوسائط تضاعف في ظل مخاطر فيروس كورونا الذي يهدد سوريا والعالم، حيث أدت ظروف العزل المنزلي والوضع الاقتصادي المتردي للحد من الأنشطة الخارجية للأطفال ومكوثهم فترات أطول في منازلهم يتابعون الإنترنت لملئ وقت فراغهم وهذا الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة يحذر منها الاختصاصيون.
تقول الاختصاصية النفسية “هيام حلاق” في حديثها مع سناك سوري إن خطر الإدمان يحيط بالأطفال، وتضيف :«ما توفره هذه المنصات من معرفة ومعلومات من شتى أنحاء العالم وقدرة على تعليم مهارات جديدة وتواصل مع الآخرين يقابله في الوقت ذاته عزلة اجتماعية عن المحيط الحقيقي للطفل الذي يقضي يومه ضمن عالمه الافتراضي ما يوقعه بمخاطر عدة منها الإدمان».

أبحاث عدة أجريت حول مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال تبين حسب “الحلاق” وجود صلة كبيرة بين ارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب وحتى الانتحار لدى الأطفال واستخدام هذه المواقع، فهدر الوقت واضطرابات النوم وتدني مستوى تقدير الذات خاصة لدى الفتيات وتنمية سلوكيات خاطئة كالعدوان أو غريبة عن مجتمعاتنا أحد سلبياتها، ناهيك عن المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها الطفل مثل السمنة وأمراض العيون والعظام نتيجة الجلوس بوضعيات خاطئة ولساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب أو الأجهزة الذكية، مشيرة الى ضرورة الانتباه للمشكلات الاجتماعية التي قد تحدث نتيجة حديث الطفل مع الغرباء أو اعطائهم معلومات خاصة بالأسرة .

دور الوالدين :

أغلب المشكلات تأتي نتيجة عدم المعرفة فمن يترك الهاتف المحمول بيد طفله طوال النهار وربما الليل أيضاً، غالباً لا يعرف مخاطر هذه التكنولوجيا وكيفية استثمارها بالشكل الأمثل هنا يبرز دور الأهل بالرقابة والتوجيه وتحديد الوقت المناسب والذي يجب أن لا يتعدى الساعتين لمن أصبحوا في سن المدرسة (أي من 6 – 18 عام ) وفق الدراسات العالمية .

اقرأ أيضاً:في ظل كورونا.. كيف يقضي الأطفال عطلة صيفية بأقل مخاطر؟

خطوات يقوم بها الأهل لحماية أطفالهم

المهندسة “لمى صقور” المدرسة المساعدة في المعهد العالي للعلوم والتكنولوجيا توضح:« أنه بإمكان الأهل القيام ببعض الخطوات لحماية أطفالهم من المحتوى غير المناسب مثل إنشاء حساب خاص للأطفال على الحاسب حيث توفر أنظمة ويندوز هذا الخيار لعدم وصول الطفل لخيارات لا تناسب عمره المحدد في الإعدادات من قبل الأهل، وكذلك توجيه الأطفال إلى النسخ الخاصة بهم من هذه البرامج مثل يوتيوب كيدز وماسنجر كيدز وغيرها الكثير من التطبيقات التي توفر محتوى ملائماً لهذه الفئة العمرية».

الرقابة الوالدية التي يمكن أن تكون مباشرة بمتابعة ما يشاهده الطفل ومشاركته محتويات هادفة كالتعرف على المعلومات المختلفة وتعلم اللغات والمهارات الفنية والموسيقية والرياضية يمكن أن تكون تقنية وعن وبعد، حيث يمكن للأبوين إضافة بعض التطبيقات التي تسمح لهم معرفة ما يشاهده ابنهم على هاتفه والمدة التي قضاها في كل موقع ،  حيث ترسل هذه التطبيقات حسب “صقور” تقارير يومية الى البريد الالكتروني للأهل كما يمكن من خلالها تحديد التطبيقات المسموحة والممنوعة والوقت المحدد لاستخدام الإنترنت، مشيرة لضرورة إخبار الأبناء بوجود هذه التطبيقات على أجهزتهم حفاظاً على الثقة فيما بينهم .

لكل عصر لغته ولا يمكن حتماً للوالدين إبعاد أطفالهم عن مفردات زمانهم لكن من واجبهم السعي لمواكبة التطور قدر المستطاع لتقليص الهوة بين الأجيال وللحضور الفاعل في حياة الأبناء بفهم متطلباتهم وتوجيههم إلى الخيارات الأفضل قدر الإمكان، خصوصاً في ظل المتغيرات التي فرضها فيروس كورونا على حياتنا وأنشطتنا الخارجية.

اقرأ أيضاً:عدوانية ومرض الديسك.. احذروا إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى