الرئيسيةسناك ساخر

أبو إيفانكا يلوّح والليرة تتحسن نفسياً.. على مين راحت؟

خبراء يحذرون من "أمل زائد عن الحد" والاقتصاد المحلي يتجاوب مع الخطط لا التصريحات

لم يكن تصريحاً رسميّاً، ولا قراراً من وزارة الخزانة الأميركية، فقط مجرّد “تلميح” من أبو إيفانكا، نحو فكرة “إمكانية رفع العقوبات عن سوريا”، كانت كفيلة بأن يتراجع سعر الدولار من 12 ألف إلى 9600 ليرة بالسوق السوداء، لدرجة جعلت بعض الصرافين يسألون الزبائن: “معك ليرة تعطيني؟”.

سناك سوري – شارع الاقتصاد المتأرجح

فقد هبط سعر صرف الدولار بشكل مفاجئ في السوق السورية، لا نتيجة تغيير اقتصادي حقيقي، بل بسبب رد فعل جماعي يشبه تلك اللحظة التي تتظاهر فيها الليرة السورية بأنها بخير أمام الكاميرات، ثم تنهار بعد انتهاء اللقاء.

محللون ماليون وصفوا الانخفاض بأنه وهمي ومبني على العامل النفسي للتصريحات، محذرين من المضاربة وخسارة المدخرين إن وجدوا المزيد من مدخراتهم، مشيرين إلى أن السوق السوري يتفاعل مع الأمل مثل تفاعل النبات مع الضوء حتى لو كان الضوء مجرد شاشة موبايل.

وحذر المحللون الماليون، من أن الانخفاض الكبير بسعر صرف الدولار دون أن يقابله انخفاض بالأسعار، يعني خسارة نسبة لا بأس بها من حوالة يرسلها ابن لوالديه كي يعتاشا فيها، (الليرة تتحسن وكيلو الرز يتمسخر).

ويتساءل مراقبون، إنو إذا هيك صار بس لأنه أبو إيفانكا لمح، كيف لو فعلاً رفع العقوبات؟ يمكن تصير الليرة أغلى من الجنيه الإسترليني، ونصير نصدر اقتصاد نفسي للعالم!.

الاقتصاد السوري: قابل للاهتزاز بمجرد تصريح

الواضح أن السوق لا يحتاج قرارات مالية أو سياسات نقدية، بل يكفيه تلميح لتهتز مفاصله، فكيف لو اجتمع ترامب وبوتين وماكرون، وشربوا شاي أخضر وقالوا “عم نفكر نخفف شوي”…؟ عندها قد تصحو الليرة وتقرر افتتاح أول منتجع اقتصادي في باب توما!

وهيك باقتصاد يعتمد على الأمل لا الحسابات، ويقاس استقراره بمزاج التصريحات الخارجية، ليس من الغريب أن تتحرك الليرة صعوداً لأسباب نفسية، المهم الآن، ما يحتاجه المواطن السوري ليس انفراجاً على مستوى التصريحات، إنما انفراج في الأسواق والدخل والمعيشة، بعيداً عن القلق الوجودي في كيفية تأمين سعر ربطة الخبز تبع بكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى