أطلّ المسؤول الوطني الكبير عبر الشاشة الوطنية الصغيرة مع المذيع الوطني المحبوب ليجيب عن أسئلة أبنائه المواطنين بكل شفافية وديمقراطية.
سناك سوري _ مواطن وطني
افتتح المذيع الحلقة بمقدمة نارية في مدح المسؤول الوطني وتعداد خصاله والإشادة بمنجزاته والإشارة إلى ضغوطاته ومسؤولياته، مستفيضاً على مدى 5 دقائق بنظم المدائح بحقه والترحيب بإطلالته.
هزّ المسؤول رأسه بابتسامة بسيطة أرفقها بعبارة أهلاً بك، دون المزيد من التعليق بعد أن أطربه المذيع بما شداه، قبل أن يعلن بداية رحلة الإجابة عن أسئلة المواطنين.
مواطن يسأل عن سبب أزمة الوقود وطول مدة انتظار رسالة البنزين، فيرد المسؤول بالقول بداية أن هناك دولٌ كبرى تتآمر على الوطن وتكيد له وتمنع عنه احتياجاته، لكن المسؤولين الوطنيين قاموا بالتصدي للمؤامرات ومواجهة القوى الرجعية وتمكنوا من تأمين البنزين.
أما بالنسبة لسبب طول انتظار رسالة البنزين فقال المسؤول: «هذا يعود إلى النظرة المستقبلية للحكومة، فهل من المعقول إهدار كل هذه الليترات من البنزين يومياً ومعها تنطلق الأبخرة السامة من عوادم السيارات، أ لم تسمع أيها المواطن بالاحتباس الحراري؟ بتلوث البيئة؟ بقمة المناخ؟ أي جاهل أنت؟ هل تريد أن نلوث هواء الوطن المعطاء من أجل أن تترفّه بسيارتك؟ أقسم أنني تنازلت عن 4 سيارات من السيارات التي أفرزتها لي الوزارة ولم يبقَ لدي سوى 14 فهل نتحمل كمسؤولين العبء وحدنا أم نتعاون في الوطن؟».
اقرأ أيضاً:من باب التغيير.. ما رأيك بهذا الاتفاق عزيزي المسؤول؟
ابتسم المذيع لقوة إجابة المسؤول ومنطقه المقنع الذي لا يقهر فانتقل للمواطن التالي الذي سأل عن سبب التقنين الكهربائي الطويل، فهزّ المسؤول رأسه وفكّر لثوانٍ وقال «تعلمون جيداً أن الأعداء استهدفوا الكهرباء وأن أسعارها ارتفعت على مستوى العالم، ونحن جزء من العالم، لذا فإن أسعارها ارتفعت لدينا أيضاً، ولأن الحكومة ترأف بحال مواطنيها وجيوبهم فقد خففت عنهم عبء الفواتير الباهظة وباتت تقدّم لهم من الكهرباء ما يناسب مداخيلهم وهي أحرص عليهم من أنفسهم».
السؤال التالي كان حول ضعف وانقطاع الانترنت، ما استدعى أن يتحفز المسؤول في جلسته ليجيب قائلاً «إن الانترنت وما يحويه من مواقع ومعلومات مضللة يهدر وقت مجتمعاتنا بمحتوىً فارغ، كما أنه يضعف العلاقات الأسرية حيث لم يعد أفراد الأسرة يجلسون معاً ويتحادثون بسبب انشغالهم بالانترنت، إضافة إلى مخاطره على الأطفال الذين قد يقعون ضحية محتوى مسيء أو غير أخلاقي دون رقيب عليهم ما دفع الحكومة للحد من الانترنت ضماناً لمنعة المجتمع وقوته».
حاول المذيع أن يكون جريئاً في نقل السؤال هذه المرة كما ورد من المواطن الذي تساءل عن سبب عدم زيادة الرواتب فردّ المسؤول بسرعة «ومن قال أننا لم نزِد الرواتب؟ أ لم تقرّ الحكومة قبل 5 سنوات زيادة بمقدار 3.8%؟ أ لا يكفي ذلك؟ ألا يعرف المواطن صاحب السؤال أن كثرة الأموال تسبب الإسراف والبذخ وهو أمرٌ منهيٌّ عنه شرعاً؟ أ لم يرَ ما يحدث لأبناء أصحاب الثروات من إدمان على المخدرات والغرق في الخطايا؟ هل يريد ذلك لأبنائه؟ وحتى إن وافق فالحكومة لن توافق أن يضيع أبناؤها ويسقطون ضحية الإسراف حين تفسدهم الأموال».
شعر المذيع بالطمأنينة لمرور السؤال دون أن يزعج المسؤول الذي يتقن الرد كما يبدو فمهّد لاختتام الحلقة طالباً من المسؤول كلمة ختامية فأجابه بهدوء « أحب أن أؤكد لأبنائنا المواطنين أن ما يعيشوه ليس أزمات كما يحب المحرّضون أن يصفوها وإنما هي نِعمٌ أنعمت بها الحكومة عليهم لأجلهم ولأجل أولادهم وأحفادهم وكل ذلك من أجل الوطن»