أخصائية اجتماعية: التفريق بين ألعاب الذكر والأنثى موروث اجتماعي.. والطفل بطبعه ليس عدوانياً
سناك سوري – دمشق
قرر الطفل “محمد سلمان” بدعم من أسرته إعلان حملة “تكسير للألعاب الحربية” بدأ بها من نفسه حيث بادر من خلال منشور على صفحته عبر فيسبوك إلى كسر مسدسه الحربي (لعبة) آملاً من جميع الأصدقاء الاستجابة.
حملة الطفل “محمد” لم تلقَ الاستجابة لدى الطفل “يوسف” الذي لم تتمكن والدته من إقناعه بالتخلي عن مسدسه الحربي الذي اشتراه خلال عيد الفطر حيث مازال بالنسبة له اللعبة المفضلة، يمارسها داخل المنزل وخارجه حيث يختبىء تحت السرير وفي الزوايا وفي أماكن مخفية ضمن المنزل عن أهله ليوجه عليهم من مكانه المخفي عنهم رصاصات سلاحه الفردي “اللعبة الحربية”.
أخته “جنى” وأمه “وسام” تحاولان الاختباء بعيداً عن مصدر رصاصات اللعبة التي قد تسبب لهم الضرر على الرغم من أنها بلاستيكية لكنه يرفض الاستجابة لمحاولاتهما مطالباً إياهما بالاستسلام والانصياع لأوامره وإلا فإنه سيطلق الرصاص.
لعبة المعارك تتنتقل من داخل منزل العائلة إلى الحارة حيث يلعب “يوسف” ورفاقه لعبة “المعركة” فيحمل كل منهم سلاحه اللعبة ويتبادلون عمليات إطلاق النار وإصدار أصوات المعارك، دون أن يخضع هذا الأمر لرقابة الأهل الذين يتركون الأطفال يلعبون دون حسيب أو رقيب.
الطفل بحد ذاته ليس عدوانياً لكن اتجاه الأطفال نحو الألعاب الحربية أو العدوانية بشكل عام يعبر عن مكنوناتهم وهو مؤشر لوجود عنف محيط بهم أو أنهم يعيشون حالة من العنف، فيقومون بالتنفيس من خلال الألعاب عن مشاعرهم وهي مؤشر سلبي قطعاً بالنسبة للتربويين، وفقاً لما أكدته الأخصائية الاجتماعية الدكتورة “نوار سليمان” خلال حديثها مع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: السلاح لعبة بيد أطفال إدلب!
الحل عند الأهل
خطوات حل المشكلة تبدأ من عند الأهل الذين من المفترض أن يشعروا بالمشكلة ويقتنعوا بها فبعض الأهالي يرون أن طفلهم الذكر الذي يلعب مثل هذه الألعاب هو طفل قوي الشخصية قادر على الدفاع عن نفسه حسب الأخصائية الاجتماعية، مشيرة إلى أن ثاني خطوات العلاج تتطلب تعويض الطفل من خلال البحث عن ألعاب أخرى تستهويه مثل كرة القدم أو الرسم أو أي نوع من الألعاب والنشاطات الترفيهية والعمل على تعزيز هذه الهواية ومشاركته أثناء ممارستها وزيادة مساحتها في حياته اليومية.
تضيف: «على الأهل مراقبة الطفل أثناء ممارسة الألعاب العدوانية ماهو الشيء الذي يختاره مثلاً هل يأخذ دور القاتل دائماً أو الشخص المساعد لشخص ضعيف أو المهاجم وهو أمر يمكّن الأم من فهم مشاعر طفلها والعمل لاحقاً على بدء محادثته ومحاولة إقناعه بالضرر الذي تسببه مثل هذه الألعاب مهما كان عمر الطفل كأن توضح له مثلاً أنها تضيع له وقته وتسبب له الأذى».
“سليمان” أكدت لـ سناك سوري أهمية التدرج في مراحل علاج المشكلة على أن يكون التحذير منها هو المرحلة الأخيرة.
الخطوة الأكثر تأثيراً
الخطوة الأكثر تأثيراً والأقدر على ردع الطفل عن ممارسة هذه الألعاب هي أن تضعه الأم في حضنها أو بقريها لتشاهد معه فيلماً خاصاً عبر الانترنت مثلاً عن أذى هذه الألعاب والضرر الذي سيلحق بالطفل جراء ممارستها.
التمييز بين ألعاب الأطفال الذكور والإناث موروث اجتماعي، ولا يوجد أي فرق بين ألعاب الأطفال الصغار حيث يمكن للطفل أن يجرب جميع الألعاب الموجودة أمامه والموضوع ليس له أي دلالات نفسية لكن بالعادة المجتمع يوجه الأطفال الذكور نحو ألعاب خاصة والإناث كذلك، حسب رأي الدكتورة “سليمان”، مشيرة إلى أن اهتمام الطفل بشيء معين يمكن أن يكون له دلالات خاصة فمثلاً الذكر الذي يهتم بثياب الإناث يمكن أن يصبح مصمم أزياء.
دلالات الميول العدوانية لدى الأطفال مؤشر خطير على استهداف طفولتهم البريئة بالعدوانية التي خلقها المجتمع المحيط بهم والذي زاد في خطره خلال سنوات الحرب حيث كثرت في حياة السوريين مشاهد القتل والقتال وحمل السلاح في الشوارع والحارات وهو ما يتطلب من الجميع سواء مؤسسات حكومية أو منظمات أهلية ومجتمع محلي البدء بحملة مراقبة ومكافحة هذه الظاهرة عسانا نتمكن من حماية مستقبل الجيل الذي حرم من طفولته أصلاً فهل من مجيب؟؟.
اقرأ أيضاً: سوريا: 475 ألف ليرة سعر لعبة بلاستيكية على شكل منزل (هاد لعبة ولا بيت بالعشوائيات)