“شاباش شبو زافا”.. لا يحق للفنان قولها سوى مرة أو مرتين منعاً للإحراج
سناك سوري-عبد العظيم العبد الله
“شاباش شبو زافا”، العبارة التي تعني أن هناك أموالاً إضافية قادمة إلى جيب الفنان الذي يحيي أحد الأعراس الكردية في منطقة الجزيرة السورية، والمرادف لها في بقية المحافظات السورية كاللاذقية مثلاً: “شبوش لفلان”.
العبارة السابقة باللهجة الكردية، وتعني “تحية للعريس”، وفق ما قاله “محمد صالح المحمود” ابن المنطقة، وهو يتذكر عرسه مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي، يضيف لـ”سناك سوري”: «طالما موجودة “شاباش” فالتحية مميزة وجميلة، لذلك أكلف شخصاً بدفع مبلغ مالي للفنان، أو يأتي إلي وأدفع بنفسي ليؤدي التحية إلى الشخص المحدد».
لا تتكرر الكلمة كثيراً في العرس الواحد، لئلا تفقد قيمتها، يقول “المحمود” مضيفاً: «وحتى لا يبالغ الفنان بكسب مبالغ مالية كبيرة، بذلك لا يضع العريس وأهله في مواقف محرجة، تقال مرة أو مرتين للعريس وربما لأهل العريس المقربين فقط». وليس هناك من مبلغ محدد واجب دفعه للفنان ليقول “شاباش”، الأمر يحدده صاحب التحية.
اقرأ أيضاً: محمد أحمد.. مصمم فستان كساندرا
الباحث في التاريخ “عمر إسماعيل” يقول إنها عادة قديمة موجودة عند غالبية ثقافات المنطقة، يضيف لـ”سناك سوري”: «كل تجمع ثقافي يقولها بطريقته ومصطلحاته، الهدف منها هو تسخين جو العرس على غرار الزغاريد، فهي مشجعة ومحمسة بالإضافة إلى رغبة المشوبش إظهار قدر من المحبة والقرب لصاحب الفرح والعريس».
لم تندثر عادة الـ”شاباش” مع مرور الزمن، وفق “إسماعيل”، مضيفاً أن «بعض الآراء يرجعها إلى اللغات الهيروغليفية وهي كلمة بمقطعين، شو: وتعني “منة”، وباش: وتعني “الفرح أو العرس”، وقديما كان الناس يشوبشون لإظهار قيمة المشوبش له، وكانت تخلق منافسة أيضاً».
عادة الـ”شاباش” بحسب “إسماعيل” «شبيهة تماما للأعراس التي تقام في مناطق أخرى من سوريا “دير الزور، حمص، اللاذقية..إلخ”، عندما يطلبون من الفنان تحية للعريس، ويقدمون مبلغاً مالياً له، والمبلغ نفترض 500 ليرة، يقول الفنان “500 محروقة للعريس”، فالمحروقات تختص بها الأعراس العربية، لذلك إن العادة واحدة رغم اختلاف الطريقة».
ويوجد لـ”شاباش” الجزيرة السورية، كلمة أخرى مرادفة لها في عدة محافظات سورية، هي “شبوش”، حين يُمنح المطرب الذي يحيي الحفل مبلغاً مالياً ليقول للشخص المستهدف “شبوش لفلان”، في تقليد مشابه لتقليد كلمة “شاباش” الكردية، حتى أن اللفظ يقترب من بعضه قليلاً.
اقرأ أيضاً: “غني ميروز”.. جمع الموسيقى الكردية مع الإسبانية ونال الجائزة الذهبية