الرئيسيةحرية التعتير

سوريا.. نازحون يعيشون ببيوت مهجورة وبلا أي مساعدات

عوائل شردتها الحرب تعيش بظروف إنسانية شبه مستحيلة

سناك سوري – عبد العظيم عبد الله

بين مجموعة من الجدران التي لا تشبه المنزل  بحي “المطار” في مدينة “القامشلي”، تعيش أسرة “طلال خليل العلي” التي نزحت من منزلها في بلدة “تل حميس” بسبب المعارك التي شهدتها المنطقة على خلفية الحرب السورية عام 2013، في بيت مهجور.

الأسرة ليست الوحيدة التي تعاني آلام النزوح لكن المعاناة هنا مضاعفة، حسب حديث “العلي” مع سناك سوري موضحاً أنه مريض قلب ولا قدرة له على القيام بأي عمل لتأمين حاجات أسرته المؤلفة من ستة أفراد، التي يساعده بها أخوته.

عائلة طلال خليل العلي-سناك سوري

ليس بعيداً عن منزل “العلي” أسرة نازحة أخرى، تعيش في منزل (عالعضم)، غطوا الشبابيك والأبواب بقطع قماشية ونايلون البرد القارس في الشتاء يخترق عظامهم، وفي الصيف هواؤها الحار يمزق أجسادهم، حسب حديث الأم “مريم البرهو” مع سناك سوري موضحة أن الأسرة مكونة من 12 فرداً، حتى أن ابنها الأكبر في الصف التاسع اضطر للعمل في مطعم ليخفف عن والده المصروف.

وتضيف والدموع تملأ عينيها: «تركنا قريتنا في الشهر السادس من عام 2013 كانت الحرب فيها مشتعلة، راح المنزل وكل ما فيه، ونحن  نعيش في بيت يحميه الجدران فقط، لم نجد جمعية أم مؤسسة خيرية زارتنا أو ساعدتنا طوال فترة إقامتنا في هذا المكان (لا يصلح لإقامة البشر، خاصة الأطفال)، أمنيتي أن أعيش في منزل ملك يضمني مع أطفالي، حتّى لو كان بدون أبواب وشبابيك، تعبت كتيراً من الواقع الذي لانعرف فيه متى تبدأ فيه رحلة نزوحنا مرة أخرى».

اقرأ أيضاً: سوريا: موجات نزوح على وقع القصف التركي وسط ظروف قاسية

منزل عبد الغني عساف-سناك سوري

ما يقارب 20 أسرة تعيش في الحي الذي تقيم فيه عائلة “البرهو” كما قالت الأم، جميعهم من قرى ومناطق بلدة “تل حميس”، التي شهدت معارك عنيفة عام 2013 وما بعدها بقليل، سببت نزوحاً لتلك الأسر نحو مدينة “القامشلي”، استقرت أغلبها في بيوت غير مجهزة بحي المطار في القامشلي، لا تتوفر في تلك البيوت أدنى متطلبات الحياة، فهي عبارة عن هياكل عظمية تحتاج الكثير والكثير.

منزل مريم البرهو

المعارك تسببت كذلك بنزوح أسرة “عبد الغني عساف” من قرية حاجية (ريف تل حميس)  العام 2013، حيث بدأت معاناته منذ ذلك العام حسب تعبيره، مشيراً إلى أنه اضطر للتنقل أكثر من 10 مرات، من بيت مهجور لبيت مهجور آخر.

ويضيف:«حالياً أعيش مع أسرتي في غرفة صغيرة جداً ومطبخ، صاحب البيت سمح لي باستخدامهما فقط، الغرفة بدون باب وشباك، وذلك بعد أن اضطررت للاستغناء عن الايجار بسبب ارتفاع الأجور كثيراً منذ العام 2015، علماً أننا لم نتلقَ أي مساعدة من أي جهة رسمية أو منظمة إنسانية وغيرها».

تلك العوائل فقدت منازلهم في “تل حميس” بسبب المعارك، وباتت مهدمة تحتاج بناءها من جديد وهذا يفوق القدرة المالية لهم في ظل ظروف الحياة الصعبة حالياً، وهو السبب الذي يمنعهم من العودة إلى بلداتهم وقراهم هناك.

اقرأ أيضاً:  موجة نزوح بعد تجدد العدوان التركي.. مدير الشؤون بالحسكة لـ سناك سوري: افتتحنا 71 مركز إيواء

 

مريم برهو وأولادها – سناك سوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى