الرئيسيةتقارير

بذار مجهولة تهدد القمح السوري وتراجع الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ سنوات

الخبيرة الزراعية انتصار الجباوي: الفلاح ضحية ضعف الرقابة وغياب الدعم

يبدو أن قلة الأمطار ليست السبب الوحيد في تراجع إنتاج القمح في سوريا هذا العام، إذ قالت الخبيرة الزراعية “انتصار الجباوي”، إن واحداً من الأسباب هو استخدام بزار مجهولة المصدر، خصوصاً في بعض المحافظات التي توفرت فيها كميات معقولة من الأمطار.

سناك سوري-متابعات

وأضافت “الجباوي” في تصريحات نقلتها صحيفة الحرية، أن البذار مجهولة المصدر خصوصاً تلك القادمة من دول الجوار أو من الأسواق غير النظامية، ليست مجرد مدخل تقني بل حجر الأساس في تحقيق الغلة والإنتاج والاستدامة الزراعية.

وأشارت الجباوي إلى أن ارتفاع أسعار البذار المحسّنة أو عدم توافرها في الوقت المناسب دفع كثيراً من الفلاحين للاعتماد على بذار غير موثوقة، بعضها يحمل أمراضاً كامنة أو لا يتلاءم مع البيئة الزراعية السورية.

ولخصت الخبيرة الزراعية أبرز المشكلات الناتجة عن استخدام البذار مجهولة المصدر، ومنها عدم توافقها مع الظروف البيئية المحلية، مما يؤدي إلى ضعف في الإنبات وعدم تحمل الجفاف أو درجات الحرارة المرتفعة، فضلاً عن ضعف مقاومتها للأمراض.

وسُجلت حالات انتشار لأمراض فطرية كالصدأ والتفحم، بسبب استخدام بذار ملوثة أو ضعيفة المقاومة، ما أثّر سلباً على جودة الحبوب وكميات الإنتاج.

البذار في بعض الحقول لم تكن من صنف موحد، بل مزيج من أصناف مختلفة من حيث موعد النضج وارتفاع النبات ومقاومة الأمراض، وفق “الجباوي” مشيرة أن هذا ما صعّب عمليات الحصاد وأثّر على المحصول الكلي.

وتحدثت الخبيرة الزراعية عن تراجع نسب الإنبات في بعض الحقول، لتصل إلى أقل من 50%، وفق تقارير ميدانية، ما يعني خسائر مباشرة للمزارع وزيادة في تكاليف الإنتاج.

المسؤولية ليست على الفلاح وحده

وفيما يتعلق بالمسؤولية، بيّنت الجباوي أن الفلاح لا يتحملها وحده، بل يُعد ضحية لضعف الرقابة، وغياب الدعم الكافي بالبذار المحسّنة، وعدم توفر مستلزمات الإنتاج في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن دخول كميات كبيرة من البذار الرديئة عبر المعابر والأسواق غير المنضبطة فاقم المشكلة.

واقترحت الجباوي جملة من الحلول أبرزها، توسيع إنتاج البذار المحسّنة محلياً، ودعم مؤسسة إكثار البذار لتغطية احتياجات الفلاحين، إضافة إلى تشديد الرقابة على المعابر والأسواق لمنع دخول وتداول البذار غير المعتمدة، وتفعيل الإرشاد الزراعي لتوعية الفلاحين بالمخاطر، كذلك إجراء اختبارات مخبرية للبذار التجارية قبل استخدامها.

استمرار الاعتماد على بذار مجهولة المصدر ربما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الغذائي السوري، ويقوّض جهود الدولة نحو استعادة الاكتفاء الذاتي من القمح، ما يتطلب تحركاً عاجلاً لضبط هذه الظاهرة وتوفير بدائل آمنة وفعالة تضمن استقرار الإنتاج الزراعي.

وتشير التوقعات الأولية أن إنتاج سوريا من القمح هذا العام لن يتجاوز 750 ألف طن، بينما كان في العام الماضي مليوني طن، أما قبل عام 2011، فكان الإنتاج السنوي يصل لنحو 4 ملايين طن تكفي السوق المحلية ويتم تصديرالباقي.

زر الذهاب إلى الأعلى