الحكومة تستنفر لمنح عاشقين “حياة جميلة” بعد أن قررا الزواج!
كل وزارة قدمت هديتها.. برأيكن شو هديتن وزارة الأوقاف؟!
سناك سوري-سناء علي
روميو وجولييت السوريين، عاشقان أصاب سهم كيوبيد قلبيهما، وقررا أن يتوجا حبهما بالزواج، بالرغم من كل ما يحيط بهذه الخطوة من (كوارث)، لن يسمحا لنقص في غاز أو مازوت أن يفرقا بينهما، فحرارة المشاعر تكفي، والحب سينير حياتهما بدل الكهرباء، والدولار المرتفع لن يعيراه اهتماما، والذهب المحلق لا حاجة لهما به، ووو، سيحاربان كل شيء، وعشية عيد الحب أعلنا النبأ العظيم بأنهما سيتزوجان، الأنباء وصلت إلى الحكومة التي فوجئت بهذا الخبر، فلا زال هناك من يتخذ مثل هذا القرار؟ يا للهول ما أشجعهما من عاشقين!، ونظرا للقرار الاستثنائي الذي اتخذه روميو وجولييت السوريين، فقد تداعت الحكومة إلى اجتماع عاجل لبحث سبل دعم هذا الخطوة الجريئة التي أحجم كثير من المواطنين عنها، وفي نهاية الاجتماع ومكافأة لهما، خرجت الحكومة بحزمة من القرارات من أبرزها:
رئيس الحكومة هنأ البطلين الكبيرين، على شجاعتهما النادرة ووعدهما أنه في عام 2030 سينعمون بمستقبل زاهر، وما عليهم سوى الصبر قليلا (كلها 11 سنة) ريثما تظهر نتائج البرنامج التنموي الوطني.
وزارة المالية أهدت العاشقين خاتمي الزفاف (ذهب روسي طبعا)، كما قررت إعفاءهما من الضريبة على قصة حبهما.
وزارة الكهرباء وعدت العاشقين بيوم زفاف خال من التقنين بشكل كامل إن كان الجو دافئاً ولا أحمال إضافية على الكهرباء.
وزارة حماية المستهلك وعدت باستثناء روميو وجولييت من (ضرب المنية بالدعم طيلة فترة شهر العسل).
وزارة النفط أهدت العاشقين أسطوانتي غاز، و100 ليتر بنزين بالسعر المدعوم عبر البطاقة الذكية، أما المازوت فلا حاجة لهما به الآن.
وزارة السياحة وعدتهما بإقامة لمدة يومين مع فطور مجاني في أحد الفنادق من الدرجة الرابعة، لا يتمتع بأي إطلالة ساحرة.
وزارة الإسكان خصصت العاشقين برقم اكتتاب على مسكن في أحد مشاريعها التي لا تعرف متى ستنتهي، بناء على شعارها لكل أسرة مسكن، ووعدت بتنفيذ المشروع بحيث يستطيع آخر أولاد العروسين أن يستلم المسكن قبل مماته.
وزارة الاتصالات وبعد مشاورات مع شركات الخليوي، منحت العاشقين 50 دقيقة مجانية يوميا من ضمن باقة (سكر إنت بالأول) .. مع باقة إنترنت سريعة لتسهيل التواصل.
وزارة الصناعة قررت إهداء العروسين باقة من الألبسة الوطنية من أجود الأنواع من باكورة إنتاج معاملها، بدلاً من الثياب التي يتبضعونها من البالة.
وزارة الشؤون الاجتماعية شجعت العروسين على إنجاب الأطفال مع تقديم ضمانات برعاية الأطفال في حال اضطروا للتسول مستقبلا.
وزارة الثقافة حجزت للعروسين تذكرة دائمة لحضور الندوات الهامة في مراكزها الثقافية وخاصة محاضرات الدكتور مايك فغالي، لتوسيع معارفهما بما يساعدهما على توجيه حياتهما بالطريق الصحيحة.
وزارة الإعلام تعهدت بإخراج حفل زفاف يليق بالأسطورتين السوريتين اللذين اتخذا هذا القرار، وذلك ضمن هوية بصرية جديدة خاصة بهما.
وزارة الصحة وعدت بعلاج العروسين على نفقتها بسبب احتمالات إصابتهما بأمراض مختلفة بعد الزواج نظراً لما سيتعرضان له من ضغوطات الحياة، مع وعد قاطع بعلبتي حليب نان 1 ونان 2 للولد الأول.
وزارة الداخلية سمحت للمحتفلين بالزفاف بإطلاق بعض الألعاب النارية تعبيراً عن الفرح بهذا اليوم العظيم بالرغم من تشددها الكبير في هذه القضية.
وزارة التنمية الإدارية تكفلت بتأهيل العروسين وإعدادهما ليكونا قادرين على إدارة مؤسسة الزواج بالرغم من (أنو الوزارة لسا ما خلصت تدريب كوادرها حتى الآن).
وزارة الزراعة وعدت العروسين بأنواع جيدة من البقدونس والبصل الأخضر والنعنع والبندورة والبطاطا، حرصا على الاهتمام بغذائهما.
وزارة النقل ستهديهما اشتراكا شهرياُ مجانياُ في باصات النقل الداخلي.
وزارة العدل ستقدم نسخة من قانون الأحوال الشخصية الجديد.
وزارة الأوقاف دعت العروسين إلى اختيار أسماء لأولادهما ذات معنى مهم تليق بتاريخنا المجيد.
مجلس الشعب بدوره هنأ الحكومة على قراراتها الحكيمة والتي تعبر عن التصاقها بمواطنيها، وتوفير أفضل الظروف لهم، ثم تذكر أن يهنئ روميو وجولييت معتبراً أنهما مثال للمواطن المثالي الصابر المدار من الداخل.
روميو الذي كان يغط في نوم عميق، حالماً بكل ما ذكر أعلاه، استفاق على صوت هاتفه يرن بقوة، لقد تأخر على موعده مع جولييت، صباح عيد الحب (ولي وهلق شو بدي قلها، مشان الهدية؟) قال في نفسه، ( أحسن شي اعمل متل الحكومة، الحكي ببلاش).