الرئيسيةسناك ساخر

نداء للجهات المختصة.. أود الاعتراف بأني شمامة!

أنفي “اللاوطني” لا أدري ممن ورثته، ليذهب للجحيم ولأذهب لدى الجهات المعنية!

سناك سوري-وفاء محمد

أود أن أعلن وأعترف عبر هذا المنبر الذي أرجو ألا يكون من ضمن “الصفحات المشبوهة”، أني أنا المدعوة “وفاء محمد”، “شمامة” مدمنة بائسة، وأني بإدماني هذا أمثلُ خطورة على الوطن في هذه المرحلة المفصلية والحساسة، التي تفرض على “الوطني” الاعتراف بالأخطاء والسلبيات ومناداة الجهات المعنية لتأخذ دورها الكامل، آملة أن يستجيب باقي المواطنين من أمثالي للاعتراف والبوح.

بدأت حكايتي مع “الشم” والإدمان منذ عدة أعوام، حين صعدت باص النقل الداخلي الذي اضطر لاستخدامه كأي “مكدوسة” أخرى من مكدوسات هذا الوطن، حيث انتشرت روائح ما تحت الإبط، كذلك روائح “القلاشين” (الجرابات) صيفاً، وبعد عدة مرات من التأفف وجدت نفسي مدمنة لهذه الرائحة، وصار شمها شيئاً اعتيادياً.

أنفي الذي لا يشبه أنف شريكي السابق بالوطن “أبو كلبشة”، سرعان ما تعرف على روائح جديدة شتاءاً، ففي المساء بدأت روائح “الغازات” بالانتشار ضمن محيط الغرفة الضيقة التي نمضي بها مساءنا الشتوي أنا وعائلتي الصغيرة، أطفالي الذين نهش البرد عظامهم كسائر أطفال هذا الوطن، حيث لا كهرباء أو مازوت تدفئة، أطلقوا العنان لمؤخراتهم الصغيرة، بعد عدة مرات من التذمر اعتدت الأمر، وبت “شمامة” مدمنة لنوع آخر من الروائح.

اقرأ أيضاً: المرحلة بدها هيك – وفاء محمد

رائحة “تجشؤ” زوجي الذي يعاني من مرض الكولون العصبي، في ظل انتشار البرد، كانت الرائحة الأخرى التي اضطررت على إدمان شمها، فلم يكن هناك سبيل آخر للتخلص منها.

وجود قابلية للإدمان لدي، شيء لا أنكره، وهو ما أهلني لأصبح “شمامة” من الدرجة الأولى، لرائحة القمامة في الحاويات بعد أن فاضت منها دون متطوع لإزالتها.

الأمر الأخطر على الإطلاق في إدماني هذا، كان امتلاك القدرة على شم رائحة ما خلف بعض تصريحات المسؤولين، يقولون لا أمبيرات، وأشم رائحتها، يؤكدون لا زيادة على أسعار المحروقات، وتعبق رائحة الزيادة في أنفي، ينفون حدوث أزمة ما، وتسري رائحتها لتصل إلى دمي.

بات الأمر خطيراً جداً، أخطر حتى بالاعتراف بأني “شمامة” من الدرجة الأولى، فلتثبت التهمة عليّ أفضل من ثبوت تهمة وهن عزيمة الأمة، فهذا الأنف “اللاوطني” لا أدري ممن ورثته، ليذهب للجحيم ولأذهب لدى الجهات المعنية!.

اقرأ أيضاً: التيس السوري .. رحاب تامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى