الرئيسيةرأي وتحليل

مواقع التواصل التي هاجمها مسؤولون ونواب تنقذ الحكومة

الاجتماع الحكومي الأول من نوعه عبر الإنترنت عن بعد.. هل تدرك الحكومة كم ظلمتنا بتقنين الإنترنت عبر الباقات؟

سناك سوري-داليا عبد الكريم

«وأخيراً عرفتم قيمة مواقع التواصل الاجتماعي وقررتم الانتقال من الهجوم عليها إلى استغلالها»، رافقتني هذه الفكرة وأنا أقرأ خبر اجتماع وزير الإدارة المحلية “حسين مخلوف” مع المحافظين عبر سكايب للمرة الأولى في “سوريا” الأسبوع الفائت.

يصف الموقع استناداً إلى معلوماته الاجتماع بأنه كان ناجحاً ومفيداً من ناحية إجراء تقييم عام بالمحافظات، هذه المرة أتذكر كيف قوبلت وسائل التواصل الاجتماعي بالرجم من قبل عديد النواب والمسؤولين الحكوميين والتي وصل الحد ببعضهم إلى المطالبة بحجبها في البلاد.

إذاً، اجتماع حكومي عن بعد، فرضته إجراءات الوقاية من فايروس كورونا، هذا الفايروس الذي يجعلنا وجهاً لوجه أمام تدابير احترازية من نوع آخر، تدابير تقول إنه كان علينا الغوص أكثر في تفاصيل الإنترنت حضارة العصر، عوضاً عن تقنينه والعمل على الحد من مواقع التواصل الاجتماعي، سواء عبر قانون الجريمة الإلكترونية أو عبر القيود التي وضعت على الماسنجر والواتساب والتي ذهبت مع الإعلان عن تقنين الإنترنت!.

كمواطنة سورية خاضت تجربة التدريب عن بعد، والعمل عن بعد، وتدرك مدى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما في عملها الصحفي، أمتلك فضولاً كبيراً لأسمع وجهة نظر السيد رئيس البرلمان “حمودة الصباغ“، حول أهمية مواقع التواصل الاجتماعي اليوم في ظل أزمة الكورونا، وهل يا ترى غير رأيه بكون تلك الوسائل أو المشتقات كما أسماها، تدار بمعظمها من الخارج، أم أنها باتت ضرورة ملحة للداخل اليوم؟.

أيضاً وبمنتهى المحبة، وبعيداً عن الشخصنة، أود لو أسمع وجهة نظر وزير الاتصالات السابق “علي الظفير” حيال الأمر اليوم، وهو الذي قال حين كان وزيراً إن وزارته كانت تدرس تحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلى مأجورة؟.

أريد أن أعرفه على المعلمة “فاتن أسعد“، التي تتابع مع طلابها اليوم في ظل عطلة الكورونا بحسب التسمية الشعبية لها، الدروس مع طلابها الصغار مجندةً صفحتها في الفيسبوك لتعليمهم وتعويض الفاقد التعليمي عليهم، كيف كانت “أسعد” لتساعد طلابها لو أن الفيسبوك بات مأجوراً؟!.

أيضاً، أرغب بشبكه مع عشرات المجموعات الإنسانية الناشطة على فيسبوك، ولا همّ لها سوى جمع التبرعات للأسر التي فقدت مصدر دخلها في ظل إغلاق الأسواق، وتوقف الحركة الاقتصادية تقريباً جراء العطلة، تخيلوا لو أن الفيسبوك بات مأجوراً من كان ليستطيع المبادرة في صنع مثل هذه المجموعات التي تصل مساعداتها لمئات السوريين المنتظرين؟.

وأخيراً أتذكر القرار الكارثي بتقنين الإنترنت عبر فرض الباقات على الخطوط الثابتة الذي سبق إجراءات الحكومة الاحترازية من فايروس كورونا، وكيف أن هذا القرار انعكس وبالاً على الطلاب الذين لم يعد أمامهم سوى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة دروسهم وتحصيلهم العلمي في ظل الانقطاع عن المدرسة جراء العطلة.

كل تلك المقارنات، لن تكون ناجحة أبداً، إلا إن انتبهت الحكومة التي استعانت بسكايب لإتمام اجتماعها، إلى أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية كوسيلة للعمل، لا للتسلية وتمضية الوقت، إن لفايروس كورونا عبر وحكم كثيرة لمن يريد أن يعتبر، والناجح هو الذي يتعلم من أخطائه فيستدرك قبل فوات الأوان.
باختصار إن الانترنت ووسائل التواصل الحديثة أنقذوا الحكومة ووفروا لها سهولة تواصل فيما بينها ومع المواطنين، وهذه الوسائل ليست ترفاً ولا مصدر إيرادات مالية للحكومات إنها أصبحت بمثابة حاجة إنسانية وحق من حقوق الإنسان .

اقرأ أيضاً: لتجنب كورونا… اجتماع أولياء أمور ودروس عبر واتس أب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى