أخر الأخبارحكي شارع

الحزب التركستاني: سوريا خطوة نحو يثرب فـ”بكين” للقضاء على الشيوعية

استوطنوا قرى كاملة في “سوريا”، وممرهم الأساسي من “أنقرة” التي سهلت دخولهم.

سناك سوري – متابعات

ظهرت النواة التنظيميّة لـ”حزب التركستاني” في “سوريا” بالربع الأوّل من عام 2012، بعد قدوم الجهاديين “الأويغور” القادمين من “الصين” في إقليم “شينجيانغ” بشكل فردي، فتم بعد جمعهم تشكيل الفرع السوري في مطلع عام 2013، مطلقين عليه “الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام”.
وبحسب الملف المتكامل الذي نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن هؤلاء الجهاديين القادمين من بعيد، يروي الإصدار الخاص بهؤلاء سيرة أحد الجهاديين القادة الملقب بـ”أبو عائشة التركستاني”، مواليد عام 1987. الذي غادر “الصّين” في أيلول 2012 بقصد الجهاد في “سوريا” وهو أحد أفراد الدفعة الثالثة من الذين قدموا إلى “سوريا” مع سبعة عشر “مهاجراً”.ويقول الزميل “صهيب عنجريني”: «من المؤكد أنّ أولى دفعات المهاجرين كانت قد غادرت “الصين” في النصف الأوّل من عام 2012. من بين التفاصيل اللافتة أيضاً أنّ “أبو عائشة” هو أحد المعتقلين السابقين في السجون الصينيّة، حيث أوقف على خلفيّة مشاركته في تظاهرات “أورومتشي” في تموز عام 2009، وأُطلق سراحه في نيسان عام 2010. وتكمن أهميّة هذا التفصيل في تقديمه مؤشّراً إلى احترافيّة الجهة التي عملت على استقطاب “الجهاديين الأويغور”، وقدرتها على معرفة المعتقلين السابقين من أبناء “تركستان”، وحرصها على استقطابهم في وقت مبكر. وكان مدة وصول “أبو عائشة” ومجموعة إلى أول “معسكر جهادي” احتضنه داخل “سوريا” خمسة أسابيع فقط، وهي مدة قياسيّة مقارنةً بثلاثة أشهر على الأقل كانت تستغرقها سابقاً رحلة أي “تركستاني” يرغب في الالتحاق بـ”مجاهدي أفغانستان”».

اقرأ أيضاً “التركستاني” بين الانحياز للنصرة ومنع الاقتتال الداخلي

وفد “الجهاديون التركستان” إلى “سوريا” من “الصين”، و”أفغانستان”، و”تركيّا”. ولعبت “أنقرة” الدور المحوري في تجنيدهم وتدريبهم وتوجيههم. وبحسب المصادر، فقد شكّلت مظلوميّة “تركستان الشرقيّة” أرضيةً خصبة لاستقطاب “الجهادييّن”، فبحسب رأيه هذه المظلومية، فإن «نظامَي الحكم في “دمشق”، و”بكين” ركنان أساسيّان من أركان جبهة كفر واحدة. وإذا كانت “الصين” لديها الحق بدعم “الأسد” في “سوريا”. فنحن لدينا الحق بدعم السوريين المسلمين».

وبلغ عدد أفراد الجالية الأويغوريّة في “تركيّا” 20 ألف نسمة، وهي بيئة مثاليّة لاستقطاب شبّانها إلى “سوريا”.

وتؤكد مصادر “جهاديّة لصحيفة “الأخبار”: «أنّ المهاجرين الذين قدموا من “تركستان” قد أمسكوا سريعاً بمعظم المناصب القياديّة، بسبب منح الأفضلية على حساب الوافدين من “أفغانستان” لحماستهم الكبيرة، وولائهم بعيداً عن المعتقدات والارتباطات السابقة للجهاديين القادمين من “أرض طالبان”».

اقرأ أيضاً الحزب التركستاني يدخل على خط معارك إدلب

تقدّر مصادر “الأخبار” أنّ عديد “المجاهدين التركستان” الذين استقطبتهم “سوريا” قد فاق عديد نظرائهم الذين استقطبتهم “أفغانستان” بسبعة أضعاف على الأقل. منحت المحنة السورية “التركستان” عدداً كبيراً من الانتصارات التي أُجيد استثمارها لاستقطاب مزيد من الجهاديين، كما جُيّر دعم مالي استثنائي لهم ولعائلاتهم. فانفرد هؤلاء بقرى وبلدات سوريّة بأكملها، وتم تحويلها إلى مستوطنات لهم. وعملت “الماكينة الشرعيّة” على تحويل “سوريا” إلى أولوية. وكأنها هجرة إلى “يثرب”، ما يعني أنّ “الفتح” الموعود سيحين بمجرّد انتصار “الجهاد الشّامي”، ويعود التركستاني لتحرير بلادهم من “الاحتلال الشيوعي”.

اقرأ أيضاًبالصور الحزب التركستاني يسطو على سكة القطار

كانت “حلب” المقصد الأوّل للمهاجرين التركستان، واستدعت محاولات السيطرة عليها حشد جهود كبيرة من مجاهدي “الشيشان”، و”السوريين” سنوات طويلة. وفي تشرين الثاني 2012 كان “أبو عائشة” واحداً من المجاهدين المرابطين على جبهة معمل محلج “تشرين” أكبر محالج “مؤسسة الأقطان” السوريّة، ويقع في قرية “جبرين” المتاخمة لأحياء “حلب” الشرقيّة. وفي الفترة الممتدة بين أيار 2013 وتشرين الثاني 2014 تسلّم “أبو عائشة” مهمّة قيادة العمليّات العسكريّة على جبهة “خان طومان” في ريف “حلب” الجنوبي، ولم تمنعه هذه المهمّة من المشاركة في معارك جبهات أخرى عند الضرورة، ففي تموز 2013 شارك في معارك “خان العسل”، وأصيب خلالها.

ومع إيلاء محافظة “إدلب” الأهميّة الأولى في خطط المجموعات المعارضة، انتقل “أبو عائشة” ومجموعته للمشاركة في معاركها، وكان قائد أحد محاور “جسر الشغور”. وبعد إنجاز المهمّة عاد إلى مواصلة مهامه على جبهات “حلب”، ليُقتل في معارك “حندرات” في كانون الأول عام 2015.

يقول “عنجريني”: «لعب “الحزب الإسلامي التركستاني” دوراً هامّاً في الوصول إلى اتفاق لحل المشكلة بين “لواء جند الأقصى”، وبين “النصرة” في شباط 2017. وكان قد أقام علاقات جيدة مع “الأقصى” إبّان مشاركة الطرفين في معارك “إدلب” العام 2016، وتجاوروا في نقاط التمركز، وأفلحت هذه العلاقة في الوصول إلى اتفاق بين “الأقصى”، و”النصرة” أفضى إلى انسحاب مقاتلي الأول وعائلاتهم من محافظة “حماة” إلى محافظة “الرقة” معقل “داعش” عبر “قلعة المضيق”. وشكّل هذا الاتفاق مقدمة لانعطافة تنظيمية في “الحزب الإسلامي التركستاني” حيث أسفر عن تشكيل كتيبة صغيرة تحت اسم “أنصار التركستاني” ضمّت في صفوفها 60 مقاتلاً من “جند الأقصى” لم يرغبوا في الانتقال إلى “الرقة”، واختاروا الانضمام إلى الحزب حصراً. وحتى نهاية العام الماضي كان “الحزب” حريصاً على عدم توسيع هذه الكتيبة خشية من الاختراقات الأمنية.

ومنذ شباط 2018 تغيّر الحال، وصار استقطاب مزيد من الأنصار إلى صفوفهم جزءاً من أولويّاته.

اقرأ أيضاً الصين سترسل قواتها الخاصة إلى سوريا … من ستحارب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى