الرئيسيةتقارير

صفاء حزينة: السائق امتنع عن الوقوف حين رآني على الكرسي

“طلال” قرر استخدام التكاسي نتيجة معاملة السائقين له.. مدير النقل الداخلي: مستعدون لتلقي أي شكوى

سناك سوري – حسان ابراهيم

لا يستطيع “طلال الأحدب” 50 سنة يتنقل على عكازين، نتيجة مشاكل حركية في قدميه منذ طفولته، أن يستقل الباصات العامة رغم أنها مجهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، بسبب معاملة السائقين غير الجيدة له، كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري” أنه يضطر لركوب سيارة الأجرة مرتين بشكلٍ وسطي في الأسبوع الواحد من أجل الذهاب إلى تدريبه في نادي “السلام”، ما يزيد من الأعباء المادية عليه وعلى عائلته المؤلفة من 5 أشخاص.

وصل الحال ببعض سائقي الباصات العامة، أن ينظروا نظرة غير جيدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما يقول “الأحدب”، ويضيف: «هذا ما جعلني أبتعد نهائيا عن الباصات، وأعتمد على تكاسي الأجرة، علما أن مشوار الذهاب والإياب يكلفني 3000 ليرة، أي أنني يجب أن أدفع 24000 شهرياً، بينما لا أكون مضطراً لدفع سوى 10% من هذا المبلغ لو أني أستقل باص النقل الداخلي».

مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تنتهي عند حدود باصات النقل الداخلي، وفق “الأحدب”، مضيفاً أن «الأمر ذاته يتكرر إن أراد أحدنا الدخول إلى أية دائرة حكومية من أجل معاملة رسمية يريد إنجازها، وخاصة إن كانت تتطلب حضوره بشكل شخصي، فلا مصاعد كهربائية تعمل فيها، لنستخدمها في حال اضطررنا الصعود للطوابق العليا، وأنا من حقي أن أسأل: إلى متى يجب أن تبقى حقوقنا ضائعة، ومن سينصفنا فيها؟».

اقرأ أيضاً: كورونا تضاعف معاناتهم … ذوي الاحتياجات الخاصة: نحتاج من يساعدنا

الركاب يساعدون

المواقف التي تتعرض لها الشابة الثلاثينية “صفاء الطحلي”، من مدينة “حمص”، أحزنتها كثيراً، كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «أذكر أنَّ أحد السائقين امتنع عن التوقف عند مشاهدتي برفقة أختي عند الموقف المخصص له، وبعضهم يبدون معاملة سيئة، إن كان في نظرتهم لي، أو بالكلام الذي يسمعونني إياه، وعند سؤاله عن عدم استخدام (الرامبا) المخصصة لصعودنا نحن ذوي الحاجات الخاصة يتحججون بأنها لا تعمل بسبب عدم تحريكها بالأساس، ولولا مساعدة الركاب الموجودين لي لما كنت استطعت الركوب عدة مرات سابقاً».

باب النزول في الباص المخصص لصعود أصحاب الكراسي المتحركة

تتنقل “الطحلي” من بيتها بواسطة الكرسي الكهربائي الذي حصلت عليه منذ شهر تقريباً، وهي بحاجة ساعة من الوقت لتصل إلى النادي الرياضي المنتسبة له، كما تقول وتضيف: «سابقاً كانت عملية تنقلي تتم عبر الكرسي العادي والوقت الذي أستغرقه للوصول كان مضاعفاً، بينما في الباص الأمر يستغرق دقائق قليلة وهذا يبين مدى المعاناة التي يعيشها ذوو الاحتياجات الخاصة، في حق حرية وسهولة التنقل عبر وسائل النقل العامة، حتى موضوع  فرصة العمل والالتزام بها إن وجدت أخسرها لعدم تمكني من الوصول إلى مكان العمل ومغادرته بسبب مسألة المواصلات».

شركة النقل الداخلي مستعدة لاستقبال الشكاوى

نحن على استعداد لتلقي أية شكوى ترد إلينا من أي مواطن، وخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يقول المهندس “علي الحسين” مدير شركة النقل الداخلي في “حمص”، ويضيف لـ”سناك سوري” أن «القانون 134 صدر من أجل رعاية وإنصاف حقوقهم، بدءاً من مجانية الركوب لهم وحتى لمرافقيهم، وهناك عدد من المقاعد مخصصة لهم في كل حافلة، لكن للعلم ليست كل الباصات مجهزة (بالرامبا) المخصصة لصعودهم، حيث أن نسبة 10% من الباصات فقط تحتوي عليها، أما بخصوص استخدامها، فهي ليست من مسؤولية السائق بل مرافق الشخص المستخدم للكرسي المتحرك».

باص نقل داخلي بدون رامبا

تمتلك شركة النقل الداخلي في “حمص”، 17 باصاً مجهزاً لصعود ذوي الاحتياجات الخاصة، يقول “الحسين”، ويضيف: «لكن الكل يعرف بموضوع الازدحام الحاصل في باصات النقل الداخلي، فالراكب من حقه الصعود للوصول إلى بيته أو عمله، ومن جهة أخرى من حق ذوي الاحتياجات الخاصة الصعود للباص في حال كان مجهزاً لصعودهم، وهنا تصبح الإشكالية بحد ذاتها، فمن غير المعقول أن نترك عدداً من المقاعد دون إشغال بالإضافة لجزء من مساحة الوقوف، ومن الممكن ألا يصادف السائق وجود أي شخص على كرسيه المتحرك طوال رحلة الباص على خط سيره ذهاباً أو إياباً».

شركة النقل الداخلي ليست وحدها الطرف الوحيد في هذه القضية، وفق “الحسين”، لافتاً أن هناك شركة نقل داخلي خاصة يقع على عاتقها تخديم جزء كبير من أحياء المدينة.

يذكر أن المادة /12/ من القانون /134/ تنص في بندها رقم /5/ بأن تقوم وزارة النقل بتحديد عدد المقاعد المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، لكل نوع من أنواع وسائل النقل العامة الجماعي، كما تسلمت وزارة الإدارة المحلية في العام 2018  خمس باصات مخصصة لذوي الحاجات الخاصة كل منها لـ 35 راكباً، والتساؤل أين هي الباصات وهل يتم تشغيلها للغاية التي تم استيرادها لأجلها؟.

اقرأ أيضاً: سوريا: باصات نقل داخلي تراعي ذوي الحاجات الخاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى