مخيمات السوريين غارقة بثلوج العاصفة وأمطارها.. والاستثمار السياسي
وفاة رضيعة برداً في مخيم “عرسال”… واللاجئون يتوسلون المساعدة
سناك سوري – محمد العمر
اجتاحت الثلوج مخيم النازحين السوريين في “عرسال” شمال “لبنان” حيث ضربته عاصفة ثلجية زادت الوضع سوءاً بالنسبة للنازحين الذين يمرون كل عام بظروف صعبة في فترة الشتاء القارس و تتعرض خيمهم و بيوت الصفيح التي يسكنوها للانهيار تحت وطأة الأمطار و الثلوج.
وبالتوازي مع العاصفة تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاة طفلة رضيعة نتيجة موجة الصقيع كأول ضحية لمأساة العواصف هذا العام.
كما تعرضت 3 مخيمات للنازحين السوريين لسيول ناتجة عن فيضان مجرى “النهر الكبير” في خراج بلدة “السماقية” في “عكار” شمال “لبنان”.
و تسببت الفيضانات بإغراق خيم النازحين بالوحول ما شرّد العائلات السورية التي تقطن المخيم و التي ناشدت مفوضية اللاجئين و كافة المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة و تأمين أماكن أخرى لإيوائها بعد خسارتها لخيمها جراء العاصفة “نورما” التي تضرب المنطقة و التي سببت كارثة إنسانية للنازحين زادت من معاناتهم اليومية و واقع حياتهم الصعب في ظروف اللجوء السيئة.
اقرأ أيضاً :العاصفة تغرق 80 خيمة للنازحين جنوب سوريا … والأهالي يناشدون من ينقذهم
و دعت جمعية “سواعد الخير” الإغاثية للاجئين السوريين عبر منشور لها على “فايسبوك” رصده سناك سوري كل المنظمات و الجمعيات الإغاثية لمد يد العون لنازحي مخيم “عرسال” بسبب الظروف الحرجة التي يمر بها المخيم من نقص بجميع متطلبات الشتاء القارس في منطقة جبلية باردة و ازدياد حاجة النازحين إلى وقود التدفئة و البطانيات و الشوادر.
تتكرر المأساة شمالي سوريا حيث تعرضت مخيمات النازحين في منطقة “أطمة” لسيول أغرقت المخيمات سببتها الأمطار الغزيرة مع بداية المنخفض الجوي الذي تمر به البلاد و المستمر حتى الأربعاء القادم حسب توقعات الأرصاد الجوية.
سكان مخيم “الجويد” أحد مخيمات “أطمة” أطلقوا نداء استغاثة للدفاع المدني و المنظمات الإنسانية لتدارك كارثة السيول التي اجتاحت المخيم بينما تستمر الأمطار بالهطول و درجات الحرارة بالانخفاض في ظل غياب للمنظمات الإغاثية عن واحد من أكبر تجمعات النازحين داخل “سوريا” رغم تعرضه لظروف كارثية مع أحوال الطقس السيئة.
و رغم كل مشاهد المعاناة المتكررة التي تحدث في مخيمات النازحين السوريين فإن مسؤولي الأطراف السياسية سواءً في “سوريا” أو خارجها لا يبالون للأمر، و تستعمل أطراف عدة ملف اللاجئين كورقة ضغط تكسبها المزيد من النقاط على طاولة التفاوض، في الوقت الذي يقبع فيه مئات آلاف النازحين في المخيمات تحت رحمة الظروف الجوية، يتحدث بعض السياسيين عن الحل السياسي كشرط مسبق لعودة النازحين إلى بيوتهم.
لم يجرّب مسؤول سياسي ممّن يتحدثون عن اللاجئين أن يعيش في خيمة ولو ليوم واحد، لم يجرب كيف يعيش الإنسان في العراء و لا يملك سوى خيمة، بل على العكس فإن السياسيين يتحدثون من منازلهم الدافئة المرفهة و يتلاعبون بمصير النازحين المتضررين من استمرار الوضع الحالي، متناسين ضرورة إيجاد حل لإيقاف مأساة اللجوء و إعادة كل نازح إلى بيته و منطقته قبل المساومات السياسية و المفاوضات على المناصب و النفوذ.
اقرأ أيضاً :العاصفة “نورما” تضرب “سوريا” و إغلاق الموانىء البحرية “تشبثوا”