شتائم طائفية واعتداءات بالسكاكين .. هجوم على جبل الورد بدمشق لتهجير سكانه
محتجون في مساكن صحارى يعرضون إفراغ منازل جبل الورد بـ 10 دقائق

شهدت منطقة “جبل الورد” في “دمشق” يوم أمس هجوماً من مسلحين استهدفوا السكان وأطلقوا شتائم وعبارات طائفية وتهديدات للأهالي لترك بيوتهم.
سناك سوري _ متابعات
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إن مجموعة من الأشخاص يستقلون دراجات نارية، هاجموا محلات تجارية في “جبل الورد” بمنطقة “الهامة” في “دمشق”، حيث يسكن مواطنون من الطائفة العلوية.
وأضاف “المرصد” أن المهاجمين قاموا بتكسير واجهات بعض المحلات وإطلاق النار باتجاه بعض المنازل، وتوجيه عبارات طائفية، مشيراً إلى أن الهجوم أدى لإصابة شاب وفتاة بجروح وكسور.
ووفقاً لمصادر “المرصد” فقد تصدّت قوات “الأمن العام” لمحاولة أولى للهجوم على “جبل الورد”، لكن المهاجمين نجحوا خلال المرة الثانية بالوصول إلى المنطقة بينما تعاملت معهم القوات الأمنية وقامت بتطويق المنطقة لمنع الاعتداءات لكنها لم تلاحق المعتدين.
اعتداءات بالعصي والسكاكين
الصحفية “ميريلا أبو شنب” نشرت صورة لشاب تعرّض لضرب مبرح خلال الهجوم، لكنها عادت لإخفاء الصورة وقالت أن المعتدين تعرّفوا إلى الشاب وقاموا بتهديده وأنها أخفت الصورة حفاظاً على حياته.
ونقلت “أبو شنب” عن إحدى طالباتها من سكان المنطقة أن الهجوم بدأ بدخول المعتدين عبر دراجات نارية إلى الحي حاملين العصي والسكاكين وبعض الأسلحة، وقاموا بالصراخ والتهجّم على السكان وإغلاق مداخل الحي وتكسير المحلات.
وأشارت إلى أن الشاب الذي ظهر في الصورة نزل لمساعدة قريبه الذي تلقّى طعنات كادت تودي بحياته، فتلقّى الشاب بدوره عدة ضربات بالعصي والسكاكين.
أنباء عن حملة اعتقالات في السومرية .. ومخاوف من انتهاكات طائفية مجدداً
وبحسب الطالبة فقد تدخّل الأمن العام وطوّق المنطقة ومنع الدخول والخروج وبدأ بملاحقة المعتدين، مشيرة إلى أن السكان أخرجوا في وقت سابق من منازلهم وتم تفتيش المنازل وإخراج كل من كان على علاقة بالنظام السابق من ضباط وعسكريين حيث خرجوا ولم يعودوا إلى المنطقة، وكل من عاد لها كانوا من المدنيين.
وتساءلت عن الذنب الذي ارتكبه أهالي المنطقة ليتم الهجوم عليهم وضربهم وإهانتهم وتهديدهم لترك منازلهم وأراضيهم والتي يملكون أوراق ملكيتها منذ زمن طويل.
لا قانون أمام فوضى السلاح
سبق الهجوم الأخير على منطقة “جبل الورد” مقطع مصور نقله موقع “صوت العاصمة” لاحتجاجات في منطقة “مساكن صحارى” في “قدسيا” القريبة.
ويظهر شخص في المقطع يقول أنه ومن معه “مجاهدون”، وسكنوا في منازل المنطقة بعد سقوط النظام، عقب 8 سنوات من التهجير وفق حديثه، مضيفاً أن هذه المنازل أقيمت على أراضيهم التي استملكتها الدولة سابقاً، متسائلاً عن الحق في إخراجهم منها؟.
وتابع أن هناك توجّه لاستقدام أشخاص لإسكانهم في المنطقة، ليخرج بحلّ المشكلة بأن هناك الكثير من المنازل الخالية في “جبل الورد” التي لا تبعد أكثر من 500 متر، وبالإمكان إفراغها خلال 10 دقائق على حد قوله.
فيديوهات توثّق دعوات طائفية في القدم .. مصدر أمني: خلاف على ملكية العقارات
خلال دقائق قليلة لخّص الرجل الظاهر في المقطع حجم الفوضى والاستقواء بالسلاح والاستهزاء بالقانون في كلامه، بدايةً من رفض الانصياع لطلب الخروج من منازل ليست من أملاكهم، والزعم بأن الأراضي التي أقيمت عليها المباني كانت ملكهم يوماً ثم صدر قرار باستملاكها لصالح الدولة، ما يمنحهم الحق اليوم في الاستحواذ على المنازل.
وصولاً إلى ذروة منطق الفوضى، حين يعرض منازل أخرى كبديل للقادمين الجدد، وهي منازل يسكنها مواطنون سوريون، لكنه ببساطة يؤكد أن بإمكان “الشباب” إفراغها في 10 دقائق.
ولم تمضِ ساعات على هذا الاحتجاج حتى وقع الهجوم على “جبل الورد” ما يظهر ارتباطاً بين الحادثين، علماً أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أحياء في “دمشق” لمثل هذه الهجمات، فقد سبق أن شهد حي “السومرية” هجمات مماثلة ولم يكن هناك أي تحرك رسمي لمنع مظاهر الفوضى ومحاسبة من قاموا بتهديد السكان لتهجيرهم من منازلهم، بل بدأ نشر سردية أن الأراضي التي أقيمت عليها المباني تعود في ملكيتها لأشخاص آخرين من غير سكانها ولا بد أن تعود لهم حقوقهم عبر تهجير السكان أصحاب المنازل من أبناء الطائفة العلوية، الأمر الذي يكشف بعداً طائفياً للقضية يتجاوز الخلاف العقاري.