الرئيسيةشباب ومجتمع

الأطفال والعيد الرقمي: ألعاب الموبايل بدل المراجيح؟

لمّا كان العيد ركض وفرح ولعب.. مَن يدفع بالأطفال اليوم إلى عالم رقمي بارد ليملأ فراغ العيد؟

قبل سنوات كان العيد يعني ارتداء ملابس جديدة، الحصول على الخرجية والانطلاق بها إلى الحواري حيث تنصب المراجيح، أو إلى مدن الملاهي، اليوم يبدو المشهد مختلفاً كلياً، أطفال يجلسون في الزوايا، رؤوسهم منكبة على شاشة هاتف، وعوضاً عن الحلويات يتبادلون روابط ألعاب إلكترونية.

سناك سوري-خاص

اليوم مع ازدياد الصعوبات المعيشية، وصعوبة الوصول إلى مدن الملاهي وافتقاد المراجيح كما في السابق، إذ لم تعُد بذات الكثافة والوصول إليها يتطلب أجور مواصلات مرتفعة تفضل العائلة ألا تبددها، بظل هذا الواقع وجد الأطفال بديلاً رقمياً يعوضهم قليلاً ما افتقدوه في الواقع.

لميس أم لطفلة في العاشرة من عمرها، تقول لـ”سناك سوري”، إنها تخاف أن تترك طفلتها تلعب في الشارع، ولم تستطع اصطحابها بعد إلى مدينة الملاهي نظراً للزحام الكبير فيها حالياً، لذا فإنها تمنح طفلتها الهاتف لتلعب به دون قيود حالياً، والمفاجأة بالنسبة للسيدة أن طفلتها لم تعترض بالعكس تماماً أبدت موافقة وسعادة كبيرة.

لكن سعادة الطفلة قابلها تأنيب الضمير لدى الأم، التي تدرك مخاطر منح الهاتف لطفلتها عدة ساعات تصل لنحو 4 ساعات يومياً تقريباً، ومع ذلك فإنها لا تمتلك بديلاً آخر.

في إحدى القرى النائية بسوريا، اجتمع أولاد العمومة بعد طول غياب وكان من المفترض أن يلعبوا في باحة منزل الجدين طيلة الوقت ويملؤوا الدنيا صراخاً وركضاً، لكن ما حدث مختلف كلياً، كل واحد فيهم أمسك هاتف والديه وجلسوا صفاً واحداً يلعبون بالألعاب الإلكترونية، كما يقول “شادي” 46 عاماً والد لطفلين.

مقالات ذات صلة

يضيف الأب أنه كلما طلب إليهما التوقف واللعب خارجاً، يتأففون ويرفضون، وسرعان ما يغيّر رأيهم، كونه لم يمنحهم شيئاً من بهجة العيد هذا العام، لا ملابس جديدة ولا حلويات، يضيف: «تماماً مثل العيد الماضي لا يوجد نقود لتعويض الأطفال ولو قليلاً، ورغم أن مدن الملاهي رخيصة نسبياً إلا أنها بعيدة والتنقل صعب في العيد لسكان القرى النائية فالمواصلات لا تعمل إلا بالحد الأدنى».

خطورة الموبايل.. الشاشة ليست الحل الوحيد

ربما فرضت طبيعة الحياة على السوريين نمطاً مختلفاً من مظاهر العيد، ورغم لجوء العديد من الأهل لتعويض أطفالهم بالموبايل والسماح لهم باستخدامه فترة طويلة كنوع من العيدية، إلا أن الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة بحال ازدادت فترة اللعب بالموبايل.

يحذر استشاري طب الأطفال في مشفى سدرة بقطر، “محمد عطا حندوس رحال”، من التأثير السلبي للشاشات على أدمغة الاطفال، ويضيف في تصريحات نقلتها الجزيرة، أن قضاء وقت طويل على الموبايل يمكن أن يؤثر على مهارات القراءة والكتابة، كذلك على التحكم العقلي والتنظيم الذاتي، ما يؤدي إلى تباطؤ السرعة الإدراكية لدى الطفل.

ويوصي الطبيب بعدم استخدام الأطفال تحت سن العامين للموبايلات، أما الأطفال الأكبر من ذلك فيمكن أن يستخدموا الموبايل بشرط ألا تزيد المدة عن ساعة يومياً.

ورغم أن الهواتف باتت “الهدية السهلة” التي يلجأ إليها كثير من الأهالي خصوصاً من لا يمتلكون النقود لخلق بدائل ترفيهية أخرى، إلا أن تعويض ألعاب العيد الفيزيائية لا يعني بالضرورة تسليم الطفل الهاتف طيلة الوقت، إذ يمكن ابتكار العديد من الأنشطة التفاعلية غير المكلفة والممتعة في وقت واحد.

مثلاً تنظيم مسابقة مشتركة بين الأهل والأطفال لرسم خاروف العيد، أو المشاركة في صنع كعكة منزلية، وحتى ممارسة ألعاب مثل الغميضة أو أي ألعاب ذكاء أخرى على الورق، وهناك الكثير من الأفكار التي يمكن للأهل القيام بها انطلاقاً من مواهب أطفالهم وتفضيلاتهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى