أيمن فارس معتقل من طرطوس سُجن في تواليت سنة و4 أشهر
فارس لـ سناك سوري: ضغطوا عليّ لأعترف بالعمالة للاحتلال بسبب هجومي على الأسد وزوجته
يلخّص “أيمن فارس” تجربة اعتقاله في سجون النظام بأنه أمضى سنة وأربعة أشهر في “تواليت” وكانت رحلة الاعتقال ستطول لسنين لو لم يتم تحريره.
سناك سوري _ خاص
وقال المعتقل السابق “أيمن فارس” المنحدر من “طرطوس” لـ سناك سوري أن الزمرة التي كانت تحكم البلاد كانت ترفض أن يسأل أحد “لماذا؟”. إذ منعوا الكلام والسؤال والتعبير عن الرأي ومنعوا أبسط الحقوق عن الناس.
واعتبر “فارس” أن المقطع المصوّر الذي بثّه عبر الانترنت وهاجم فيه النظام وتحدّى “بشار الأسد” معلناً أنه ضدّه ومطالباً بحقوق أهله وجيرانه. اخترق عبره جداراً قاسياً من الفساد والمحسوبيات والقسوة والظلم والإجرام. وحمّل رئيس النظام كامل المسؤولية لأنه الآمر الناهي في نظام شمولي وديكتاتوري.
وعن مرحلة التحقيق. قال “فارس” أنهم سألوه ما إذا كانت الدولة أساءت له بشيء فردّ أنها أساءت له بشكل غير مباشر فعلى الرغم من وضعه المادي الجيد لكنه كان يرى معاناة محيطه ومجتمعه فخرج بمطالب عامة تعبّر عن أهالي منطقته في الساحل السوري وليس مطالب شخصية لنفسه وعائلته.
وأبسط أمثلة المعاناة بحسب “فارس” كانت حرمان أهالي قريته من المياه ومعاناة قرى الساحل من العطش صيفاً. مبيناً أنه كان قادراً على شراء المياه لكن أهالي قريته لم يكونوا قادرين على ذلك الأمر الذي كان يثير غضبه لا سيما أن منازل المسؤولين كانت تنعم بالمياه دون انقطاع. الأمر الذي كان شرارة لانفجار غضبه في مقطع مصوّر هاجم فيه رئيس النظام المخلوع وزوجته ومسؤوليه.
الاعتقال .. وضغوط الاعتراف بالعمالة
لحظة الغضب تلك دفعت “فارس” لبثّ الفيديو قبل الوصول إلى مكان آمن من سلطات الأجهزة الأمنية فتحوّل إلى مطلوب وتم تعميم اسمه على الحواجز. فيما كان خياره الأنسب السفر إلى “السويداء” نظراً لوجود حراك معارض فيها وخروجها إلى حد كبير عن سلطة الدولة. مبيناً أنه ذهب إلى “جرمانا” بدمشق بدايةً ثم حاول السفر إلى “السويداء” لكنه وقع في كمين عند حاجز “العادلية” على طريق “دمشق-السويداء” وتم اعتقاله.
ويقول “فارس” أنه اقتيد بدايةً إلى شعبة المخابرات وكان اللواء “كفاح ملحم” حاضراً في التحقيق معه حسب ما عرف لاحقاً لأنه كان حينها معصوب العينين. موضحاً أن المحققين في البداية تحدّثوا معه بداية بشكل ودّي ثم ذكروا له مجموعة أسماء بينها الصحفي “كنان وقاف” وأعضاء في “الائتلاف” المعارض على أنهم متهمون معه.
وبعد عدة جلسات تحقيق يذكر “فارس” أنهم طلبوا منه إجراء مقابلة تلفزيونية يدلي باعترافات خلالها تظهره على أنه عميل لكيان الاحتلال. الأمر الذي رفضه بشكل قطعي ما حوّل الطريقة الودّية في التعامل معه إلى إجرام شديد بتهمة تجاوز الخطوط الحمراء بحق رئيس النظام وزوجته. حيث تم وضعه في زنزانة منفردة لا يتجاوز طولها 120 سم وعرضها 60 سم ويتوسطها “تواليت” ولا يمكن النوم فيها إلا جالساً وأمضى فيها 16 شهراً كاملة.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك حيث يقول “فارس” أن منزله في القرية تعرّض للسرقة وقال سارقوه أن ذلك انتقاماً للرئيس. كما قاموا بتخريب أرضه الزراعية بحماية من أجهزة الأمن. فيما لم تكن أسرته تتجرأ على السؤال عنه خلال فترة اعتقاله حتى وصل بهم الأمر لأن يمرّوا بفترة أشبه بتعزية حين تسرّب خبر أن أجهزة الأمن قاموا بتصفيته.
وختم “فارس” حديثه أنه مستعد للخروج ضد أي حاكم يتسلّم السلطة بعد “بشار الأسد” إن لم تشهد البلاد تغييراً نحو الأفضل وإنهاءً للتمييز بين الناس واحتراماً لكرامة المواطنين.