مصطفى في السراديب.. هل قتل الأطفال بدم بارد يخدم العمل؟
المشاهد العنيفة بالمسلسلات السورية.. ضخ مبالغ به دون مراعاة أعمار المشاهدين
بينما كان “مصطفى” يركض باتجاه حضن والده المُدمى من التعذيب. انطلقت رصاصة لتستقر في جسده الصغير. في واحد من أعنف المشاهد بدراما رمضان 2024، بمسلسل “السراديب” وهو الجزء الثاني من كسر عضم.
سناك سوري _ دمشق
وبكل وحشية دفع “أبو مصطفى _ عبد المنعم عمايري” ثمن أعماله، فالقصاص والانتقام منه ضمن “شريعة الغاب” لم يكن ذا نفع إلا بقتل ولده الوحيد أمام عينيه.
المشهد الذي أثار جدلاً واسعاً في السوشيل ميديا. بين من اعتبره بهدف تحقيق “تريند” وبين من قال إنه يخدم سياق العمل. إلا أن دموية المشهد وبشاعته أمر اتفق عليه الغالبية.
ولم يكن “السراديب” العمل الوحيد الذي احتوى على مشاهد عنف ضمن دراما رمضان هذا العام. فبعد حرب استمرت 13 عاماً، غذّت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بعشرات صور الدماء والقتل والذبح. وتداولتها وسائل التواصل بشكل مكثف أيضاً. ليتم اجترارها للأعمال الدرامية التي من الواجب أن تكون موجهة للأسرة بكافة أعمار أفرادها لذا ينبغي عليها الحرص بشكل أكبر كأن يتم التنويه لوجود مشهد عنف في هذه الحلقة مثلاً. والتخفيف قدر الإمكان من تلك المشاهد وترميزها دون عرضها بهذه المباشرة.
وبكل فجاجة يتقصّد بعض صناع تلك الأعمال على إحضار العنف النفسي والجسدي بعدد من مشاهدها. وكأنه الوسيلة الأكثر ضماناً. بالتسويق لها تحت مسمى الإثارة والتشويق.
ففي حين ينتظر بعض المشاهدين رؤية العائلة مجتمعة بجو من الحميمية، أو رؤية الأب والأم يقومون بواجبهم الطبيعي اتجاه أبنائهم. خلال مسلسلات الموسم الرمضاني. تأتي الصور عكسية مليئة بجرائم القتل بكافة الأساليب وتوضيح طرق إتمامها. وبغياب كامل للجهات المسؤولة عن العقاب، وكأن الجميع يعيش في غابة دون حسيب أو رقيب.
فما حال المراهق أو الطفل المتابع لها بمثل هذه الحالة، وهو يرى السهولة التي يتم بها زهق أرواح الآخرين. لاسيما أن الأجهزة المحمولة ووسائل التكنولوجيا باتت متاحة بأيديهم، في حالة صعب ضبطها أو منعها بسبب التطور العام في العالم الأجمع.
ومن بين المشاهد العنيفة الأخرى في دراما رمضان هذا العام، كان مشهد شنق القطط. في ولاد بديعة. ورغم أن العنف وقع على الحيوانات إلا أنه يأتي ربما ليكرس عمل بعض المراهقين بإيذاء القطط اليوم وربما يستمر معهم العنف ليصبح موجهاً للبشر في مرحلة أخرى.
وبالوقت ذاته تكثر الأسئلة حول الهدف من تلك المشاهد الشائنة والعنيفة في المسلسلات السورية، وما الغايات من تكريس مفهوم العنف في جو ضاغط يعيشه الشارع السوري بمختلف مناحي حياته. باحثاً من خلال الدراما على القليل من التسلية والترفيه، ليصدم بمزيد من الضغط النفسي عليه.
وتطول قائمة المشاهد العنيفة في المسلسلات السورية، فما الذي ينتظر المشاهد السوري في القادم منها. في ظل خلط المفاهيم مابين السينما والدراما، والقدرة على التحكم بمتابعتها، والظرف الزمني المعروضة خلاله.