السوريون والعيد.. كم ارتفعت أسعار الحلويات من عام 2011 وحتى اليوم؟
بعض الحلويات أسعارها تضاعفت 3 مرات عن عام 2020
كأي شيء آخر لم تنجِ الحلويات المنزلية من ارتفاع الأسعار، نتيجة ارتفاع أسعار مستلزماتها من سكر وطحين وبهارات ومكسرات. وباتت كلفتها أكبر بعدة أضعاف قياسا بكلفتها قبل عامين فقط، ما أدى لعزوف العديد من العائلات عن صناعة الحلويات كما عن شرائها أيضا.
سناك سوري-مراسلون
وتنتشر العديد من أنواع الحلويات في سوريا، رغم أن المعمول سواء بالتمر أو الجوز أو الفستق الحلبي. يبقى الطابع المميز للأعياد عموما.
طرطوس-نورس علي
تخلت “نجاة القاضي” التي تعمل كربة منزل من مدينة “طرطوس”، عن صنع كميات كبيرة من الأقراص بحليب أو المعمول. واكتفت بصنع كيلوغرام واحد من كل نوع لعائلتها بسبب ارتفاع الأسعار.
تؤكد “القاضي” لـ”سناك سوري” أن كلفة الكيلوغرام الواحد من الأقراص بحليب في العام 2008 لم يتجاوز 200 ليرة سورية وهذا. السعر لم يكن يشكل هاجس لها أو قيمة كبيرة من راتب أي موظف حكومي بحسب وصفها، حيث كانت تصنع حوالي /4/. كيلوغرام منها لعيد الأضحى، فتكفي أطفالها وتقدم بعض منها لأسرة زوجها وأسرتها الأساسية خلال زيارة المعايدة.
أما اليوم فإن صناعة كيلو واحد من الأقراص بحليب يصل أكثر من 21 ألف ليرة، وهو رقم تضاعف 3 مرات عن العام 2020. حين كانت كلفة إعداد الكيلو الواحد لا تزيد عن 7000 ليرة.
وشاركتها الرأي ربة المنزل “عليا علي” من حيث تخفيض الكميات المصنوعة من “المعمول بجوز” نتيجة ارتفاع أسعار المستلزمات. ففي عام 2020 كانت الكلفة نحو 6000 ليرة، بينما اليوم تصل إلى 35 ألف ليرة، فهو يحتاج لكيلوغرام سميد سعره. /4000/ ليرة وحوالي كأسين ونصف سمنة مذابة سعرها حوالي /9000/ ليرة وكمية من ماء الزهر تقدر قيمتها بحوالي /500/ ليرة. وكما يحتاج لنصف كيلوغرام من الجوز سعره حوالي /17000/ ليرة ولحوالي /3000/ ليرة من المحلب، ونصف كيلوغرام من السكر سعره /2200/ ليرة، فتصبح التكلفة النهائية حوالي /33500/ ليرة.
لجأت “علي” لتخفيض الكمية واختصارها إلى نصف كيلوغرام واحد فقط، بينما كانت تصنع خلال عام 2008 ما قبل الحرب 3 كيلوغرام. معمول بجوز لم تكن كلفتها كاملة تزيد عن 1000 ليرة.
اقرأ أيضاً: عيد السوريين… يبحث عن حلوياته في جيوب فارغة
السويداء-رهان حبيب
تحرص النساء في “السويداء” عادة على صناعة المعمول والمرشم لعيد الأضحى، إلا أن التكاليف الكبيرة أدت لعزوف البعض عن. إعداد الحلويات بشكل نهائي، والبعض الآخر خفض الكميات بدرجة كبيرة.
“ابتسام الحجار” موظفة تبلغ من العمر 50 عاماً، قالت إنها ولصناعة المعمول، احتاجت 2 كيلو طحين بسعر 4500 ليرة للكيلو الواحد. والعام الفائت كان سعر الكيلو فقط 2500 ليرة، وكيلو من الطحين بسعر 3000 ليرة والعام الفائت كان 2000 ليرة، وكيلو من. السمن الحيواني بسعر 50 ألف والعام الماضي كان 30 ألف ليرة، بالإضافة لكيلو من التمر بسعر 7500 ليرة والعام الماضي كان 4 آلاف.
لا تزال “الحجار” تذكر خلال عام 2011، حين اشترت كل مكونات المعمول عدا السمن الحيواني بسعر لا يتجاوز 3000 ليرة، حيث كان الطحين أقل من 100 ليرة، والتمر كان لا يزيد عن 500 ليرة.
بدورها “ياسمين رضوان” صاحبة محل حلويات قالت لـسناك سوري”، إنها تأخرت في الإعلان عن استعدادها لتلبية طلبات الحلويات. خوفا من عزوف الناس عن الشراء نتيجة ارتفاع الأسعار، إلا أن عددا من عوائل المغتربين حفزوها وأبدوا رغبة في الشراء. لكن نسبة الشراء تراجعت بنحو 50 بالمئة عن العام الفائت.
تقول “رضوان” إن كلفة كيلو معمول التمر تصل إلى 28 ألف ليرة والعام الماضي كان 19 ألف والجوز 38 ألف والعام الماضي كان. 28 ألف والفستق الحلبي 50 ألف، بينما كان العام الماضي 40 ألف.
وبالعودة لما قبل الحرب كان ثمن كيلو المعمول بعجوة لا يتجاوز 2800 ليرة، والجوز 3800 والفستق 5000 ليرة.
وطال الغلاء الحلويات المتداولة شعبيا مثل المرشم، وتقول “أميمة أبو فخر” من “السويداء”، إنها كانت تصنع في كل عام 5 كيلو. طحين كانت كلفتها ما قبل الحرب لا تتجاوز 3300 ليرة، بينما اليوم لا يشتري هذا المبلغ حتى كيلو طحين واحد.
اقرأ أيضاً: “المرشم”.. طقس العيد الخاص في “السويداء”
الحسكة-عبد العظيم عبد الله
وإلى “الحسكة” حيث تعتبر الكليجة من أشهر الحلويات فيها والتي لابد من توافرها في الأعياد، لكن للأسف لم تعد طبقا شعبيا. في متناول اليد مع استمرار ارتفاع التكاليف.
الخمسينية “لامية حسين” تتذكر أعوام ما قبل الحرب، عندما كانت تجلس مع بناتها تعدّ “الكليجة” في المنزل بكميات كبيرة. توزعها على أكثر من خمس أسر، وأحياناً كثيرة تصل لأسر خارج المحافظة.
تقول “حسين” لـ”سناك سوري”، إنه وفي «عام 2010 كان سعر كيلو الطحين 10 ليرة سورية، نضيف عليه 3 ظروف من منكهات الكليجة بسعر 10 ليرات، و3 بيضات أيضاً بـ10 ليرة سورية، وعلبة كولا صغيرة بـ5 ليرة سورية، هذا ثمن ا كغ من الكليجة حينها، مقارنة مع الوقت الحالي فقط ا كغ من الطحين يصل إلى أكثر من 3 آلاف ليرة».
كان باعة الكليجة قبل الحرب، يبيعون بكميات كبيرة جدا قياسا بالوقت الحالي، ويقول البائع “حسين محمد”: «عام 2019 كنا نبيع 1 كغ من الكليجة بسعر 4 الف ليرة سورية، والعام الماضي كان سعره 8 الف ليرة سورية، حالياً نبيع الكيلو الواحد بـ10 الف ليرة سوريّة، الارتفاع التصاعدي نتيجة ارتفاع المواد، خاصة المادة الرئيسيّة الطحين، من الطبيعي أن يرتفع سعر المادة بعد تجهيزها، ونلاحظ قلة الإقبال على شرائها، رغم أنها مادة رئيسية على مائدة أعياد جميع طوائف أبناء المنطقة».