الرئيسيةيوميات مواطن

عيد السوريين… يبحث عن حلوياته في جيوب فارغة

المبرومة للطلبات الخاصة جداً .. وكعك العيد المنزلي بديلاً لمن استطاع إليه سبيلا!

سناك سوري- نورس علي

ستغيب حلويات العيد هذا العام عن موائد كثير من السوريين الذين لن يكون بإمكانهم شرائها، لاسيما مع الارتفاع الكبير بالأسعار والذي حوّل العديد من المواد الغذائية إلى رفاهية بعيدة عن المنال..

اكتفى “فايز غانم”، رب أسرة، بالاستماع لحديث بائع الحلويات وهو يعدد له قائمة الأسعار الكاوية قبيل عيد الفطر الذي سيأتي هذا العام ضمن تطبيق الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، منتظراً منه أن يصل بالأسعار إلى الحدود التي تناسب قدرته الشرائية وهو العامل المياوم، كي يستطيع شراء ما يكفي أبناءه السبعة.

يؤكد “غانم” في حديثه مع سناك سوري بعد جولة قام بها في أسواق مدينة “طرطوس” أنه لم يشترِ أياً من أنواع الحلويات التي اعتاد على شرائها في كل عيد، فالأسعار ارتفعت كثيراً هذا العام وهي تتراوح بين /3000/ و /10/ ألف ليرة للكيلو من الأنواع المتوسطة كالمعمول والبرازق والمعروك والمحشي بالتمر المصنوعة بالسمن الحيواني، وبعضها قارب سعرها /15/ ألف ليرة كالبقلاوة وعش البلبل والكول وشكور، والسعر الأعلى كان من نصيب المبرومة المحشية بالفستق الحلبي والمصنوعة بالسمن الحيواني /26/ ألف ليرة، دون أن يتجرأ كثير من البائعين على وضع التسعيرة عليها.

يقول الرجل الذي عاد من جولته خاوي الوفاض: «عدت إلى زوجتي مع حجة قوية بعدم الشراء، سنصنع  الحلوى منزلياً، فهي أوفر على الرغم من ارتفاع أسعار المواد اللازمة لها».

من جانبها اعتادت “ليلى عبد الله” ربة منزل، على صناعة الحلوى منزلياً فهذا أوفر بكثير مقارنة بالأسعار الكاوية في السوق، حسب قولها، مضيفة: «الكيلوغرام من الطحين والسكر والسمن النباتي مع ظرف من المحلب وظرف من الشمرا يمكن أن يصنع كمية لابأس بها من البيتفور أو الكعك بحليب الذي يحبه الأطفال، لذلك لا أُفضل شراء الحلويات الجاهزة من السوق، حتى أنني أصنع أنواع محشية بالراحة أو التمر وبكميات تكفي كامل أيام العيد وتزيد، فتبلغ كلفة كيلو كعك بحليب حوالي 3000 ليرة سورية بينما تصل في الأسواق إلى 6000 – 7000 ليرة سورية».

اقرأ أيضاً:حسومات في مهرجان “ألبسة العيد”.. ماذا عن “حلويات العيد”؟!

في حي “المينا” بمدينة “طرطوس” يقف “خالد مصطفى”، رب أسرة، أمام أحد محال بيع الحلوى حائراً أمام الأسعار، يقول في حديثه مع سناك سوري: «اشتريت تشكيلة محدودة من أنواع مقبولة السعر كالغريبة والبتفور التي تراوح سعرها ما بين /2000/ و /3500/ كونها ضمن قدرتي الشرائية، وابتعدت عن شراء الحلوى التي أساسها القطر رغم محبة أبناءه لها، فأسعارها كاوية وسعر الكيلوغرام منها يصل إلى نصف معاشي الشهري الذي لا يتجاوز /40/ ألف ليرة».

“فراس صهيوني” صاحب محل حلويات أكد أن سعر المبرومة غير معلن للجميع فسعر مبيعه يصل لحوالي /26/ ألف ليرة ويفوق قدرة الناس الشرائية، ويتم صنعها بكميات محددة ولأشخاص محددين يطلبونها في كل مناسبة، حيث تصل كلفة صناعة الكيلوغرام منها حوالي /22/ ألف ليرة، حسب البائع، وهذا يمنعه حتى من عرضها بل يبقيها في البراد ملفوفة وأنيقة بانتظار أصحابها المحدودين، أما بالنسبة لحلوى البقلاوة المصنوعة بسمن نباتي ومحشية بالمكسرات العادية كالجوز والفستق، فهي متوفرة بكميات جيدة وضمن القدرة المالية لكثير من الناس وسعرها حوالي /6000/ ليرة، بينما المصنوعة منها بالسمن الحيواني ومحشية بالفستق الحلبي يصل سعرها لحوالي /15/ ألف ليرة للكيلوغرام، وغالبية الزبائن لا تستطيع شرائها.
في الوقت نفسه يقول “أحمد حلو” بائع حلوى شعبية في مدينة “طرطوس”: «توقفت عن صناعة الكثير من حلويات العيد المعروفة بالقطريات لارتفاع تكاليف صناعتها بعد ارتفاع أسعار الطحين والسمن الحيواني والسكر والمكسرات، واقتصر عملي على تحضير البتفور والشعيبيات والوربات والبرازق فقط».

تفوق أسعار أغلب الحلويات هذا العيد قدرة السوريين على الشراء، كما أصبح لبعضها زبائنها المحدودين، ودفع هذا الغلاء، الكثير من العائلات السورية إلى الاستغناء عن حلويات العيد أو صناعتها منزلياً في أحسن الأحوال.

اقرأ أيضاً:حلويات العيد فرصة عمل منزلية بأدوات بسيطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى