لا شيء يختصر واقع الأسعار في سوريا خلال عام 2023، أكثر من مشهد مسلسل الخربة “حكاية الضبع يلي ما بتخلص”، حين جلس “أبو عاطف”. يتحدث عن “الضبع” الذي “هو يركض وأني أركض”. فالأسعار هي ذلك الضبع العدّاء السريع الذي فشل غالبية السوريين بالالحاق به.
سناك سوري-دمشق
وصف رئيس جمعية حماية المستهلك، في سوريا “عبد العزيز المعقالي”، عام 2023. بأنه أكثر عام شهد زيادة في الأسعار بنسبة وصلت إلى 100 بالمئة. (حقيقة وأحياناً أكتر بكتير من 100 بالمية حتى ما نظلمو).
أبو زيد خاله يلي بياكل بيضة
كان ارتفاع سعر البيض أكثر ما آلم شريحة واسعة من السوريين، الذين كانوا ينظرون للبيض بوصفه آخر مصادر البروتين التي بالإمكان الحصول عليها. لم يعد الأمر كذلك اليوم مع وصول ثمن البيضة إلى 2300 ليرة، وهي التي بدأت عامها بسعر 650 ليرة أي بزيادة نحو 4 أضعاف تقريباً.
الحكاية الأخرى الأشد إيلاماً، هي حكاية اللحوم التي مايزال العديد من السوريين يتابعون أخبار أسعارها بدافع الفضول لا أكثر. فارتفع سعر كغ العجل من 40 ألف بداية العام إلى 140 ألف بنهايته، والخروف من 50 ألف إلى نحو 180 ألف ليرة “وبتوصل للـ200 أحياناً”.
حتى أنتِ يا حبوب
لم تكن الحبوب بمنأى عن ارتفاع الأسعار في سوريا لعام 2023، فالبرغل بدأ بسعر 7 آلاف وانتهى بسعر 11 ألف. والسكر بدأ بـ6500 وانتهى بـ15 ألف، والأرز بدأ بـ7 آلاف وانتهى بـ15 ألف، (الحبوب كلها ناجحة بتفوق بإذن الله).
عدس المجدرة ارتفع من 11 ألف إلى 24 ألف، وعدس الشوربا من 9500 إلى 20 ألف، ويُحكى أن الأمهات توقفنّ عن طبخ الشوربا خلال الأمطار. وبالسيرة حتى هذه الأخيرة صارت تزورنا بخجل (تقولوا خايفة يعبوها ويرفعوا سعرها).
وفيما يخص الزيوت والسمنة، فقد سكرّت السمنة عامها بسعر 35 ألف للكيلو الواحد بعد أن بدأته بسعر 22 ألف. وليتر دوار الشمس ارتفع من 17 إلى 25 ألفاً.
بينما ارتفع الحليب من 3 آلاف إلى 6500 ليرة. واللبن من 3400 إلى 7500 ليرة. والجبنة من 32 ألف إلى 70 ألفاً. (يالله هدول كماليات وأهم شي الصحة يلي بتجي بالغذاء الصحي المتكامل).
الأدوية.. اصحكن تمرضوا
كان علاج أي نوع من الالتهابات لدى الأطفال يكلف بداية العام 10 آلاف ليرة بالحد الأعلى. وارتفع في نهاية العام ليصل إلى 46 ألف ليرة، أي بزيادة عدة أضعاف “احسبوها لحالكم”.
ارتفع سعر الأدوية خلال هذا العام 3 مرات، آخرها بنسبة تراوحت بين 70 إلى 100 بالمئة بداية كانون الأول الجاري. وهو ما شكلّ معاناة حقيقية ودفع كُثر للاستغناء عن أدويتهم نتيجة عدم القدرة على دفع ثمنها.
سعر الصرف والذهب
بدأ عام 2023 بسعر صرف 3015 ليرة وأنهاه بسعر 12700 ليرة بحسب نشرة المصرف المركزي السوري. وكان لافتاً أن المركزي بدأ رحلة رفع متواترة دون أن يثبت سعر الصرف الرسمي على حال واحد لأكثر من 3 أشهر.
أما الذهب فحكايته حكاية، وهو الذي بدأ عامه بسعر 325 ألف ليرة وأنهاه بسعر 828 ألف ليرة للغرام الواحد. (السعر حتى يوم 30 كانون أول لحظة تسليم هذه المادة).
التياب آخر الهّم!
للعام الثاني على التوالي، “كلو كوم وأسعار التياب كوم تاني”، حكاية التياب بسوريا صاير فيها. إنو الأسعار من سويسرا والموديلات من موزامبيق والراتب من سوريا. فالجاكيت الشتوي الذي كان 130 ألف ليرة ثمنه اليوم 450 ألف ليرة.
اللافت أيضاً ارتفاع أسعار الملابس في البالة. مثلاً الجاكيت كان الموسم الماضي 60 ألف ليرة واليوم 250 ألف ليرة. حتى البيجامات في البالة تصل إلى 200 ألف ليرة وكانت العام الفائت 35 ألف ليرة.
أسعار المحروقات
أما المحروقات فهي الفقرة التي تستطيع محررة المادة هذه، كتابة سير وروايات عنها، لكن رأفة “بالعين الساهرة”، نكتفي بذكر كيف ارتفع سعر البنزين من 4 آلاف إلى 9000 ليرة. والمازوت من 750 إلى 2000 ليرة، والغاز من 10 إلى 20 ألف ليرة.
انعكس هذا الرفع وبالاً على المواطنين رغم أن الإعلان عنه تزامن مع الإعلان عن زيادة راتب 100 بالمئة فارتفع هذا “المسكين” من 100 إلى 200 ألف ليرة. بالعودة إلى سيرة “الوبال” فقد ارتفعت أجور النقل للضعف سواء في الباصات أو التكاسي. وبات من يستخدم التاكسي إنسان أرستقراطي عديم المسؤولية المجتمعية. (عنصرية هي يمكن).
رفع سعر السماد يهدد الزراعة
ارتفع سعر السماد عدة مرات هذا العام. فسماد اليوريا ارتفع من مليون و400 ألف إلى 8.9 ملايين ليرة. وسوبر فوسفات من مليون و112 ألف ليرة إلى 6 ملايين ليرة.
بينما شهدت الخضار والفواكه ارتفاعات غير مسبوقة هذا العام في البلد الزراعي. فالبطاطا التي كانت بـ2000 ليرة بداية العام ارتفعت إلى 7000 ليرة اليوم. والبندورة من 2000 ليرة إلى 4500 ليرة.
ورياض الأطفال لم تنجُ كذلك الأمر من ارتفاع الأسعار في سوريا لعام 2023. ففي حين كان قسطها السنوي بداية العام الفائت مليون ليرة فاليوم تبدأ أقساطها من 3 ملايين ليرة دون احتساب أجرة النقل.