الرئيسيةحرية التعتير

هل سمعت الحكومة صرخة “بشير” الذي قال: “أنا بردان بردان”؟!

يا حكومة.. نحن بردانون بردانون بردانون.. هل تدركين أننا لم نعد نحتمل حتى وجودك؟!

سناك سوري-رحاب تامر

«أنا بردان .. بردان بردان .. غاز غير موجود»، صرخة أطلقها مصاب الحرب “بشير هارون” عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك، مرفقاً إياها بصورته وهو يحمل “باقة ورد” صغيرة، قد تكون في اللاوعي ثمن جرة الغاز المنتظرة من أحد “المسؤولين”، كلا يا “بشير”، كلا يا صديقي في المواطنة إن هديتهم، صورة معك إلى جوار الجرة المنتظرة، ليقولوا لنا: “شوفونا كم نحن إنسانيون”.

لم تنتهِ الصرخة هنا، يضيف “بشير” الذي يعاني شللاً جراء المعارك أقعده في الكرسي وحرمه من الانتظار في الطوابير الطويلة: «يا أصدقائي يا أحبابي اللي بيعرف منين ممكن نشتري غاز و لو بسعر زيادة يقول لأن الوضع أصبح لا يحتمل»، اعذرنا يا “بشير” أو ربما كما يقول صديقي “لا تسامحنا”، ماذا نستطيع أن نفعل لك ونحن أحبابك وأصدقائك نقاسي ما تقاسيه للحصول على جرة غاز استحالت مستحيلاً رابعاً في حياتنا التي كما يقولون لا تعرف المستحيل!.

يناجينا “بشير”: «وضعي الصحي لا يحتمل البرد ماذا نفعل؟ خبروني .. لم أعد أحتمل»، مثلك نحن يا صديقي الطيب، ربما أضعف منك بقليل، لم نعد نحتمل، لكننا أيضاً لا ندري ماذا نفعل، لا حل يلوح بالأفق، الأزمات مستمرة، لكن الذين “فوق” لا يرونها، إنهم يقولون إن الأمور في تحسن ملحوظ، يصرون أن البواخر قادمة في الطريق إلينا على جناح السرعة، لقد فوجئوا بالشتاء كانوا يعتقدون أن الصيف مايزال مستمراً، لا تؤاخذهم فمكيفاتهم المستمرة بالعمل تجعلهم لا يشعرون بتقلبات الطقس مثلنا نحن الذين نسكن الأزقة والمنازل الباردة.

تقول كمالة الحكاية إن هناك أشخاصاً سمعوا صرخة “بشير” ولبوا ندائه، ولكنهم رفضوا أن يتم ذكر أسمائهم، فهم ليسوا مسؤولين ليباهوا بإنجازاتهم، إنهم مثلنا من شتات هذا الشعب الذي لن يحن عليه سوى نفسه، مبارك لـ”بشير” جرة الغاز، ومبارك لمسؤولينا الخزي والعار والانتصار….

هامش: في البحر حيث يوجد القرش اللئيم الذي سبق وأن عضّ كابلات الإنترنت خاصتنا، هناك أيضاً، باخرة للغاز لحقت بها باخرة لحليب الأطفال، وفي طريق الذهاب هناك الكثير من بقايا “البلم” الذي كان يقل سوريين غادروا بلادهم هرباً من “الانتصار”.

اقرأ أيضاً: في أزمة الغاز :متعهد يستلم 300 أسطوانة ويحتكرها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى