الرئيسيةسناك ساخر

هابي فالنتاين أيتها البلاد …. حب من طرف واحد

الحكومة ترى أن كل شيء قسمة ونصيب وأننا لسنا لبعضنا

في الرابع عشر من شباط يحتفل العالم بعيد الحب فيتبادل العشاق الهدايا والورود والدباديب ويرتدون الملابس الحمراء.

سناك سوري _ زياد محسن

ولأني أمضيت سنيني بين الكتب والمحاضرات والندوات الثقافية، فإني لم أحظَ بفرصة الدخول في علاقة عاطفية مع امرأة وخوض تجربة تبادل الهدايا في يوم القديس “فالنتاين”، لذلك قررت أنني أحب هذه البلاد.

“هابي فالنتاين أيتها البلاد” أنتِ التي أرتبط بها منذ ثلاثين عاماً، لم ننفصل يوماً أو ندخل في مشاجرة ولم تغادري المنزل يوماً إلى بيتِ أهلك كعادة الزوجات حين يغضبن من أزواجهن، ثلاثون عاماً وأنا أرضى بما تطعميني إياه مهما كان مراً، وأسترضي تقلباتك المزاجية كما تشائين، وأقبل بالفقر والبرد والعتمة لأنكِ معي.

“هابي فالنتاين أيتها الحكومات المتعاقبة”، سأهديكِ وردة حمراء رغم أني أدرك أنها علاقة حب من طرف واحد، وأنك لا تصدقين أنّي أحبك وأحبّ شعاراتك الجميلة، وأنتظر يوم الثلاثاء لأسمع عبارة اجتمع مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية، ولم أتلقَّ أي هدية حكومية بل استبعدتني الحكومة من رحمتها أقصد دعمها لتثبت أن كل شيء قسمة ونصيب وأننا لسنا لبعضنا.

“هابي فالنتاين أيها الوطن” أنتَ الذي نشأتُ في مدارسكَ على وقعِ تريد الشعار الصباحي وكبرتُ لأرتدي الكاكي في الصف، وحفظت دروس القومية عن ظهر قلب، وتابعت “أرضنا الخضراء” و”حكم العدالة”، وحضرت الاجتماعات الرفاقية وصفقت حتى تعبت يداي، هل جربتَ أن تهديني وردة حمراء أو ربطة خبز؟

هل يعقل أن يمرّ إنسان بعلاقة لثلاثين عاماً ولا تهديه حبيبته هدية؟ ربطة خبز مدعومة، ساعة كهرباء إضافية، مكافأة على الراتب، أي شيء أيتها البلاد لأشعر أني عشت “الفالنتاين” معكِ لمرة واحدة خلال ثلاثين سنة من الحب.

اقرأ أيضاً:عزيزي المسؤول..ما أخبارك أنت وسياراتك وبدلاتك وساعاتك ومازوت مدفأتك

زر الذهاب إلى الأعلى