شخصيات سورية

ناظم القدسي أول سفير سوري في واشنطن وآخر رئيس قبل البعث

اختار منزل عائلة رئيس أمريكي ليكون سفارة سوريا

على باب مكتب الرئيس الأمريكي المنتخب لتوّه لولاية رابعة “فرانكلين روزفلت” يقف رجل سوري يقارب الأربعين من عمره يوم 19 آذار 1945 .

سناك سوري _ دمشق

تظهر أجندة “روزفلت” أن الوقت حان للقاء “ناظم القدسي” فيقف الرئيس الأمريكي الذي سيموت قبل أقل من شهر على تلك اللحظة لاستقبال ضيفه، الذي يدخل بملامح واثقة ونظارة طبية وأناقة واضحة لقادم من شرق المتوسط.

في تلك اللحظة، قدّم “القدسي” أوراق اعتماده لـ”روزفلت” ليكون أول سفير سوري في “الولايات المتحدة الأمريكية”.

الرجل الواقف أمام الرئيس الأمريكي أبصر النور عام 1906 في “حلب” وتعلّم في مدارسها حتى الثانوية حين انتقل إلى “دمشق” ثم إلى الجامعة الأمريكية في “بيروت” ولاحقاً في “جنيف” قبل العودة إلى عاصمة الشمال للعمل في المحاماة وخوض غمار السياسة، حيث فاز في انتخابات البرلمان 5 دورات متتالية عن “الكتلة الوطنية”.

ومع اختياره سفيراً لدى “واشنطن” اختار “القدسي” مبنى تملكه عائلة الرئيس الأمريكي السابق “وليام هوارد تافت” ليكون مقراً للسفارة السورية، وهو المبنى الذي تحول إلى سفارة للجمهورية العربية المتحدة خلال فترة الوحدة مع “مصر” ولم تعِده الخارجية المصرية للسوريين بعد الانفصال حتى 1974 حين عادت العلاقات السورية الأمريكية.

اقرأ أيضاً:خالد العظم … الوزير الأحمر حذّر من خطر عبد الناصر

عام 1947، فاز “القدسي” بانتخابات البرلمان عن حزب “الشعب” وأبدى معارضته العلنية لوصول “حسني الزعيم” إلى الحكم بانقلاب عسكري فقام الأخير باعتقاله ثم أفرج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية.

وبعد 3 أيام من انقلاب العقيد “سامي الحناوي” شكّل “القدسي” حكومة إدارة الأزمة، ثم أعاد تشكيل الحكومة بعد انتخاب “هاشم الأتاسي” رئيساً للجمهورية، وقد عاد لاحقاً لتشكيل الحكومة عام 1950 في عهد “أديب الشيشكلي” قبل أن يدخل السجن في الانقلاب الثاني لـ”الشيشكلي”.

مع حلول 1958 كان “القدسي” معارضاً لخيار الوحدة مع “مصر” وكان الإعلام الموالي لـ”عبد الناصر” يصوّره عميلاً للغرب ما دفعه للانسحاب من الحياة السياسية، لكن عودته لحظة وقوع الانفصال عام 1961 كانت من بوابة اختياره رئيساً للجمهورية وذلك حتى عام 1963 حين وصل حزب “البعث” إلى الحكم، بينما ابتعد “القدسي” مجدداً عن العمل السياسي حتى وفاته في حلب عام 1998.

اقرأ أيضاً:حين حلّ الشيشكلي الأحزاب السورية واستثنى البعث

زر الذهاب إلى الأعلى