الرئيسيةسناك ساخر

مواطن تباغته الكهرباء ويشكر الحكومة على نعمة التقنين

الكهرباء تخرّب روتين المواطن المعتم لكنها سرعان ما تختفي

سناك سوري _ زياد محسن

تفاجأ المواطن ” نور المعتم” بضوء ساطع لمع فجأة فأثار غشاوة على عينيه جعلته يحميهما لا إرادياً بكلتا يديه لمنع تسرب الانفجار الضوئي الهائل إليهما.

لقد تأكد أنه ليس ضوء الشمس الذي يراه صباحاً كما أن الساعة تجاوزت الثامنة مساءً، وتناهى إلى مسمعه صوت قوي يبدو أنه صادر عن تلفاز يذيع نشرة الأخبار، وقد بدأ المذيع النشرة بإعلان عودة التيار الكهربائي.

سأل “المعتم” نفسه «كهر شو؟ كهربائي؟» ثم استنتج أن الضوء الذي يراه الآن ما هو إلا مصباح غرفته، ذلك الاختراع الذي أطلقه “أديسون” قبل عقود لكنه راح ضحية النسيان هنا منذ زمن، قبل أن تباغت الحكومة مواطنيها وتعيد الكهرباء فجأة.

لم يخفِ “المعتم” ضيقه من تلك العودة المفاجئة، عليه الآن أن يشحن ما لديه من أجهزة كهربائية ويتأكد من وصل الثلاجة والبطاريات بالكهرباء، كما أن إضاءة الغرفة كشفت له بؤسها وفوضويتها وحاجتها للتنظيف بينما تتثاقل خطاه للخروج من سريره الدافئ الذي كان غارقاً في عتمته الوادعة.

تأكّد “المعتم” من إطفاء التلفاز تجنباً لسماع المزيد من الأخبار، لم يعد يهمه ما يحدث خارج حدود غرفته الصغيرة، فيما كان الحدث ضخماً في مسار حياته ما خرّب عليه روتينه اليومي حيث كان يمضي سهرته شارداً في عوالم العتمة والخيال يحلم بعصافير ملونة وحديقة هادئة لا يقطع صمتها صراخ مسؤول يلقي خطاباً عن الوحدة الوطنية وأهمية الوقوف بوجه المؤامرة كذاك الذي يصدح من منزل جيرانه عبر التلفاز.

لم تمض ربع ساعة من الوقت إلا واختفى الضوء، عاد الحي إلى صمته، الغرفة إلى الاختباء في الظلام، “المعتم” إلى سريره وحمد الله على نعمة التقنين قائلاً «الله يخليلنا هالحكومة»

اقرأ أيضاً:الكهرباء: التقنين سيزداد مع بدء الطقس البارد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى