الرئيسيةرأي وتحليل

مصير الدول التي تحتقر العقل والضمير – أيهم محمود

لا أستطيع النوم باطمئنان مثل بقية البشر لأن المؤامرات دائما حولي

هل تحمي الأسلحة النووية البلدان حقاً؟ هل يحمي فائض القوة العسكرية البلدان التي لا تتمع بقوة اقتصادية وإنتاجية مرافقة لها؟.

سناك سوري – أيهم محمود

هل تحمي العضلات القوية الجسد البشري الذي لا موهبة أخرى لديه! هل ستنقذه “البلطجة” من مصيره المحتوم إن تكاثرت حوله القوى التي تأذت منه؟ ماذا سيحدث له إن مرض وكل هذا الكره حوله؟. هل من يهدد بالأسلحة النووية هو آمن حقاً أم خائف إلى أبعد درجات الخوف؟.

وهل يستطيع البدء باستخدامها كما يحلو له دون أن يثير عواصف قاتلة تلتف حوله؟. إلى متى سيستطيع من يستخدم فائض القوة المتوفرة لديه الصمود بهذه القوة وحدها دون أبعاد اقتصادية وعلمية وأخلاقية! ترافق هذه القوة وترافق مشروعه في الحياة.

ربما يجب أن نسأل أنفسنا عن الأفاعي السامة في حالة صراعها مع البشر، عن مقدار حماية السم في أنيابها من اعتداء البشر عليها؟. هل كان السم حماية فعلية لها أم كارثةً تسببت بمقتل أفرادها دون تمييز؟.

أفعى سامة إذاً يجب قتلها، يصعب أن يتعايش البشر مع وجود خطر مهدد لهم مهما كان احتماله ضعيفاً. لماذا اخترنا علاقة الأفاعي بالبشر؟. لأنها تماثل علاقة القوة العمياء لبعض البلدان في مواجهة فائض القوة العلمية وفائض التصنيع وفائض الذكاء لدى بلدان أخرى. لا ينفع السم مع الكائنات الذكية، بل العكس، يثير خطر السم فيها الرغبة في تدمير مصدره ولو بعد حين.

وهذا ما يحدث الآن مع بعض الدول النووية وبعض القوى العالمية التي فشلت في معظم استحقاقات الحياة إلا في تصنيع الموت وإدارته. لذلك غرقت في العزلة وفي الاختناق.

اقرأ أيضاً: فاتورة الكهرباء 200 ألف .. الدعم للطبقة المخملية فقط _ أيهم محمود

تُرهِب الأسلحة النووية الأعداء لكنها لا تجبرهم على احترامك، ولا تجبرهم على التعامل معك تجارياً وسياسياً طالما لا تستطيع استخدام أسلحة الموت دون ردعٍ قاسي ومؤلم حتى لو استمتعت بنشوة التهديد بها.

أستطيع أن أمتلك فائض قوة أتباهى به، لكن أنا وحدي أعلم مقدار وحدتي واحتضاري البطيء بين رفض البشر المحيطين بي لي. أنا وحدي أعلم أنهم سيفترسون حياتي وتاريخي إن اقتربوا مني، لا أستطيع النوم باطمئنان مثل بقية البشر لأن المؤامرات دائما حولي. تحيط بي وتهدد وجودي، يريدون التخلص مني!.

أنا لم أفهم حتى الآن أن استخدام الولايات المتحدة للأسلحة النووية مازال مُداناً حتى يومنا هذا. وأن البشرية نسيت الفظاعات التي ارتكبها جيش اليابان في الحرب العالمية الثانية وبقي ذكر هيروشيما. على الرغم من فائض القوة العلمية لدى الولايات المتحدة الأمريكية والذي لا يتوفر عند الآخرين، ومع ذلك لم تسلم من هذا العار.

أنا أفكر بيني وبين نفسي، إن كنت متسولاً وبلا عمل وبلا أي موهبة علمية أو مهنية، وبلا أي رغبة في تطوير نفسي طالما البلطجة وأذية البشر أسهل وأسرع للحصول على المال والأرباح، أسال نفسي عن مستقبلي؟. عن نهايتي؟. ربما مازلت أملك بعض الضمير وبعض العقل وسط هذا الجنون العالمي. لكن ماهو مصير الجماعات ومصير الدول التي تحتقر العقل وتحتقر الضمير؟.
الجواب سيأتي واضحاً حتماً، لكن بعد خراب العالم، وبعد خراب بعض البلاد.

اقرأ أيضاً: العين مش بالعين وإلا العالم سيصبح أعمى – ناجي سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى