الرئيسيةشباب ومجتمع

ضربها فضربته.. هل يحق للرجل ما لا يحق لزوجته؟

العنف ضد المرأة.. حين تدفعكِ الظروف لمعانقة القاتل عوضاً عن تقديم الشكوى

لا تملك “لبنى” 40 عاماً أي طريقة للرد على العنف الذي مارسه زوجها عليها قبل عدة أيام، وتقول إنها ليست ضحية عنف الرجل بقدر ما هي ضحية عنف الظروف والإجراءات الاقتصادية الفاشلة للحكومة.

سناك سوري-خاص

السيدة التي تتبنى أفكار النسوية وتحاول تطبيقها في حياتها اليومية، وجدت نفسها أمام زوجها وجهاً لوجه في مشكلة سخيفة. تطورت ليمد يده عليها فتندفع وترد له ما بدأه مدعومة بعدم وجود أطفالها الصغار في المنزل.

تقول “لبنى” لـ”سناك سوري”، إنها لم تستطع ردّ الإهانة إلا بتلك الطريقة، التي أججت الموقف أكثر على اعتبار أن المرأة يجب أن تنزوي باكية بعد التعرض للضرب. بانتظار “مراضاة رومنسية” من زوجها، ما أدى لتعرضها لضرب شديد حاولت أن ترده لكن بنيتها الجسدية لم تستطع أن تغلب الند أمامها.

تدرك السيدة الأربعينية أن ما فعلته خطأ لكنها لم تمتلك أي خيار آخر، بعد أن تعرضت للتعنيف عدة مرات خلال حياتها الزوجية، وتضيف: «حسمت أمري هذه المرة، وأردت الاتصال بأهلي والذهاب معهم إلى المحامي. لكنه أخذ هاتفي وأقفل باب المنزل وبقي يحاول تهدئتي والاعتذار لي».

“لبنى” التي عانت من آثار الضرب الواضحة على وجهها ورقبتها وكتفيها لعدة أيام متتالية، شعرت بخوف حقيقي من أن يتطور العنف ليصل لدرجة القتل، إلا أنها في اليوم التالي للحادثة شعرت بإحباط كبير ولم تشعر بأي رغبة بالخروج لطلب الطلاق. خصوصاً بعد أن درست القصة في عقلها واكتشفت أنها قادرة على إعالة أطفالها لحد ما، لكن من غير الممكن أن تستطيع تدبر وجود منزل. وبالنسبة لها العودة إلى منزل أهلها مستحيل تماماً.

أكثر ما يؤلم السيدة التي تعمل أكثر من 9 ساعات يومياً لتعيل أسرتها، أنها لا تمتلك القدرة المادية على الاستقلال بعيداً عن زوجها وأهلها، وبصحبة أطفالها فقط، وهي اليوم تدرك أن كل مفاهيم النسوية مجرد لغو وحبر على ورق ما لم تستطع المرأة امتلاك الاستقلال المادي وهذا بالنسبة لدى غالبية السوريات اليوم أمر شبه مستحيل.

تلقي “لبنى” باللوم في حالتها هذه على الاجراءات الاقتصادية الفاشلة، التي جعلت الناس أشد فقراً، واضطرارا لمعانقة القاتل عوضاً عن تقديم شكوى بحقه، كذلك تلقي اللوم على النسوية التي تزرع أفكاراً جميلة بينما لا تقدم أي أفكار أخرى عملية لكيفية الوصول بالمرأة إلى الحصول على استقلال مادي يجنبها الرضوخ للقاتل أو المعنف.

اقرأ أيضاً: العنف ضد الرجال.. رجال تعرضوا للتعنيف وخافوا من المجتمع

زر الذهاب إلى الأعلى