الرئيسيةقد يهمكيوميات مواطن

مدللة زوجها حصلت على سيارة صفراء.. وأنا بانتظار “الغلواز الأصفر”!

على الحكومة تبرير الأمر لمواطنيها.. كيف دخلت السيارة الحديثة بلداً متوقفاً عن استيراد السيارات؟!

سناك سوري-رحاب تامر

«شفتي مبارح عالفيس، هداها سيارة جديدة مدري بكم مليون بالشام»، بادرتني جارتي صباح اليوم بهذه العبارة، بمجرد الانتهاء من تبادل تحية الصباح بينما كنت على شرفة منزلي أستعد لبدء العمل عبر الإنترنت.

بحثت عن الأمر، لأكتشف أن الموضوع شغل الناس الشاغل في الفيسبوك لهذا اليوم، سيدة سورية تلقت من زوجها سيارة صفراء نوع “شيفروليه كمارو” بمناسبة عيد ميلادها، على ذمة ناشطي الفيسبوك فأنا لا علم لي بأنواع السيارات، “وبالكتير بعرف سرفيس هيونداي من سرفيس ماسدا”.

النشطاء وعلى ذمتهم أيضاً قالوا إن سعر السيارة تجاوز الـ100 مليون ليرة سورية وهي موديل “سنتها”، ما دفعني للتساؤل عن جدوى إيقاف الحكومة استيراد السيارات الحديثة، وهو القرار الذي رفع من سعر السيارات المستعملة والمتهالكة و”الخالص” عمرها لمستويات يعجز الواحد فينا من تخيل امتلاكها يوماً ما في حين رواتبنا لا تكفي أكثر من ثمن طعام من النوع الرديء.

الأمر دفع بي للبحث أكثر عن سعر السيارة التي تلقتها “مدللة زوجها”، وكان السعر الذي حصلت عليه من إحدى المواقع العربية يبلغ 71 ألف دولار، “قرشتها عالسوري” فكان ثمنها 35 مليون ليرة، ولأن قوانين بلادنا تقضي بجمركة السيارة بمثل ثمنها تقريباً فربما يصل المبلغ لـ80 مليون ليرة، “وهيك الشعب بيكون ظلم المخلوقة وزوجها بـ20 مليون ليرة”.

الحكومة يجب عليها أن تبرر الأمر لنا، خصوصاً أن موضوع استيراد السيارات الحديثة بات حاجة ملحة لتخفيض أسعار السيارات المستعملة ليتثنى للمواطنين التفكير باقتناء سيارة مستعملة موديل التسعينات بأسعار تتناسب وإمكاناتهم ولتلبي احتياجاتهم لتلك السيارات، فقد يكون الأمر بقصد العمل لا “البهنكة”، لكن الحكومة المنشغلة بمحاربة الفساد المتمثل بـ50 ليرة ربما لن تلتفت لتلك الحاجة الكمالية، “الدنيا حرب يا أهل الخير وين طاحشين عالسيارات روحوا كلو خبز مدعوم واتركوا الناس تنبسط بثروتها يلي جابتها من عرق جبينها”، ومن الممكن أن عرق الجبين هذا تساقط في “الجيم” صباحاً للحفاظ على جسم رياضي، ليس كل “العرق” يشبه بعضه، تماماً كما ليس كل المواطنين يشبهون بعضهم.

حين فرغت من البحث والتفحيص والتمحيص بموضوع “سيارة مدللة زوجها ذات الملايين الكثيرة”، تذكرت أني أطالب زوجي بعلبة سجائر منذ يوم أمس، تذكرت أيضاً أن علبتها صفراء اللون مثل تلك السيارة، ناديت عليه أريته الفيديو وقلت له هي حصلت على سيارة صفراء موديل سنتها، إهدني غلواز أصفر شغل يومو، رمقني بتلك النظرة الباردة ومضى في حال سبيله وأنا مازلت بانتظار علبة السجائر منذ عدة ساعات.

وبهذه المناسبة ألف مبروك للصبية، وتمنياتنا لكل الأزواج أن يدللوا زوجاتهم والعكس، والحكومة تدلل الشعب والعكس كمان، بدل النكد يلي عايشين فيه والنكد يلي كتبنالكن إياه بها المادة.

اقرأ أيضاً: رئيس الحكومة مدعو لتعليم المواطن كيف يقسم راتبه بطريقة “ناجحة”!

مدللة زوجها تؤدي التحية لـ”الحب”.. والجندي أمامها يؤدي التحية للعلم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى